شهد مسرح السامر بالعجوزة، أمس الأربعاء، العرض المسرحي "طرح حرير"، ضمن فعاليات مهرجان "مسرح الهواة" في دورته العشرين، دورة "الفنان الراحل زكريا الحجاوي"، والمقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
العرض لفرقة “صوت بلادي” المسرحية الحرة، بالتعاون مع جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة، تأليف شريف صلاح الدين، وإخراج أحمد لطفي، وتدور أحداثه حول رسام يعيش داخل مرسم مع ذكرياته وماضيه، ويتعرض الواقعة تجعله يستسلم لضعفه وموته.
"طرح حرير" أداء تمثيلي: كريم الفقي، وفاء عبد الله، ديكور وملابس سماح نبيل، تصميم إضاءة وليد درويش، تنفيذ إضاءة أحمد أسامة، بيكو، تنفيذ ديكور محمد رمضان، ماكياچ ماجدة اللبان، مساعد إخراج أحمد عبد الله، محمد هاني، مخرج منفذ معتز الأسمر، مي الرازقي، ومخرج مساعد شهاب الدين وائل.
وأوضح المخرج أن أحداث العرض عن قصة واقعية، تدور في إطار درامي تراجيدي من الدرجة الأولى، ويصور الصراع النفسي بين الرسام والفتاة الضحية التي تجسد شخصية الأم، وهي حالة واقعية يواجهها البعض في المجتمع، حيث يكون لديهم ميولا للانتقام.
وقال: “تمنيت منذ التسعينيات أن يحظى العرض بمكانة وسط الفرق المسرحية، واعتمدت خلاله علي تغيير الإضاءة باختيار ألوان مختلفة منها البنفسجي، والأحمر خلال لحظة انتقام الفتاة من الرسام”.
وقالت وفاء عبد الله، بطلة العرض: “أؤدي دورا مميزا، والنص فيه إبداع كبير، وتنقلات حركية كثيرة، تعكس دافع الانتقام منذ بداية الأحداث”.
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، الدكتورة نبيلة حسن، والدكتور وليد الشهاوي، وسامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه، وبحضور عبير الرشيدي، مدير المهرجان.
الندوة النقدية
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الدكتور محمد زعيمة، وشارك بها الناقدان الدكتور حسام أبو العلا، والدكتور طارق عمار.
وقال "زعيمة": طاعتمد العرض على الإضاءة الأمامية بحرفية، وساعد ذلك في إظهار وجه الممثلين، كما جاء الصوت واضحا، ولكن المشكلة تكمن في وجود الكثير من اللوحات ومنها اللوحات المعروفة كلوحة المستشرقين، والزهرة ولوحات أخرى مخفية"، أما الممثل بدا لديه لازمة كلامية خلال مرحلة الشباب، وكان بحاجة للتأكيد عليها، ولكنه استخدم الصوت المستعار طوال الوقت، ما تسبب في ضغط ومجهود واضح في أداء الشخصية".
من ناحيته، أشاد الدكتور حسام أبو العلا بالعرض، قائلا: “الإيقاع الجيد جعله متماسكا، وقدم المخرج رؤية واضحة بمهارة من خلال أدوات بسيطة ساعدت في توصيل الحالة والرسالة بشكل احترافي، وبالتالي جذب انتباه المشاهد دون الحاجة للتفكير العميق”.
وأضاف أن الأداء التمثيلي كان متقنًا، وتوجيه الممثلين أبرز الفكرة بأسلوب جديد ومؤثر، فالعرض جوهره قائم علي التمثيل والإخراج، وشاهد الجمهور اليوم ممثلة محترفة، وممثل مُتقن للشخصية استطاع أن ينتقل عبر الزمن بصوت مستعار.
ورأى الدكتور طارق عمار أن النص به تداخل بين الفلسفةوالميلودراما وهي حالة بكاء شديدة، واتضح ذلك من خلال تكرار الحدث في فترة من الزمن، مضيفا أن الإفراط السينوغرافي بزيادة التابلوهات، تسبب في الإزعاج البصري.
وعن أداء الممثلين قال: “قدم الممثل شخصية واحدة على مرحلتين، وقدمت الممثلة شخصيتين منفصلتين، ما تسبب في ظهور حدود فاصلة في العرض، وكان لابد من وجود حل لتغيير طبيعة الأداء، أما الإضاءة فكانت جيدة ومناسبة للحدث، ويمكننا القول إن العرض جيد، ومتماسك، وبه حالة استمتاع بصري وعقلي".
مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا تقدم مجانا للجمهور، ويصدر عنه نشرة يومية، وتستمر فعالياته حتى 21 سبتمبر الحالي.