أكد أيمن سلامة خبير القانون الدولي الإنساني، أن الجرائم الإسرائيلية الأخيرة التي اتركبها الاحتلال في لبنان لا يفكر فيها سوي الجبناء لتذكرنا بحقبة سوداء من تاريخ البشرية، حقبة شهدت كيف تحولت بعض الدول إلى أدوات بيد الطغيان الصهيوني، وكيف خُنِقَ القانون الدولي في مهدِه.
وأشار إلى أن حلفاء نتنياهو من الدول التي اختارت طريق الظلام لم تتخلق بأخلاق العظام وأحالت فلسطين ولبنان لركام وحطام، لتفضل هذه الدول الهمجية والأمم البربرية مصالحها الضيقة على مبادئ الإنسانية، فقد تحالفوا مع وحشٍ مفترس وثور هائج وحصان جامح مع نظامٍ نازيٍ مارقٍ تجاوز كل القوانين والأعراف وارتكب أبشع الجرائم في حق الإنسانية.
وأضاف خبير القانون الدولي، في تصريحات خاصة، أن إسرائيل النازية - تحت قيادة نتنياهو - لم تكن مجرد دولة بل كانت تجسيدًا للشر المطلق، وما انفكت إسرائيل دولة جامحة وعصابة مارقة ونيران مشتعلة حارقة تتحدى العالم أجمع وتنتهك كل القوانين الدولية، حتى حولت الساحات في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا ومصر والأردن إلى ساحة حرب وزرعت الرعب في قلوب الملايين العزل الأبرياء الضعفاء.
وأوضح إن تاريخنا يشهد على أن القانون الدولي - مهما كانت قوته وشموليته - لا يمكن أن يحمي الإنسانية من وحشية بعض الأنظمة؛ فالقانون يعتمد على الالتزام به وعلى وجود إرادة سياسية حقيقية لتنفيذه، ولكن هل يعني ذلك أننا عاجزون أمام هذه الجرائم؟ بالطبع لا، فعلينا أن نستلهم من هذا التاريخ دروسًا قيمة وأن نعمل جاهدين على بناء عالمٍ أفضل؛ عالمٍ تسوده العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، علينا أن نذكر العالم أجمع بأن التاريخ لا يغفر وأن من ارتكبوا جرائم الحرب وإبادة جماعية سيحاسبون عاجلاً أم آجلاً.
واختتم أيمن سلامة، إنه علينا أن ننقل هذه الرسالة إلى الأجيال القادمة لكي لا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى، لأقول إن القانون الدولي ليس عاجزًا بل إن العجز يكمن في النفوس المريضة والأيدي التي تلطخت بدماء الأبرياء، فلنعمل جميعًا من أجل عالمٍ أكثر عدالة، عالمٍ يحترم فيه القانون، وحقوق الإنسان، وكرامة كل فرد.