لعل ما يطرح السؤال عن كيفية وضوء مبتور اليدين والقدمين ؟، هو أن الوضوء شرط الصلاة والتي هي بدورها ثاني أركان الإسلام الخمسة ، ومن ثم ينبغي الوقوف على سؤال كيفية وضوء مبتور اليدين والقدمين ؟ .
كيفية وضوء مبتور اليدين والقدمين
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه عند الحديث عن الطهارة لذوي الاحتياجات الخاصة، ينبغي أن نوضح أن هناك مبادئ عامة وأحكام خاصة بكل حالة.
وأوضح “ عبد السميع” في إجابته عن سؤال : كيفية وضوء مبتور اليدين والقدمين ؟، أن الضرورة تُقدّر بقدرها، ولكل حالة حكمها، ومثال عن أحد أبنائنا من ذوي الهمم، إنه قد يُعطى فتوى خاصة إذا كان يعاني من صعوبة في الوضوء.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى خفف عن المرضى وذوي الحاجات، فالمسافرون والمرضى الذين يواجهون صعوبة في الصيام يُرفع التكليف عنهم، ثم انتقل للحديث عن ذوي الهمم، وأن 'التخفيف ساري في جميع الأحكام المتعلقة بالضعفاء والمحتاجين.
وأشار إلى أنه إذا كان الشخص لا يستطيع الوضوء بنفسه، يمكن توفير مساعدة من أحد أفراد أسرته مثل الأم أو الأخ أو الأب،منوهًا بأنه يمكن لهذا الشخص غسل وجهه ويديه ومسح رأسه، وهذا يكفي لتحقيق الوضوء.
ونبه إلى أنه في حال كان الشخص غير قادر على القيام أو استخدام الماء بسبب ظروف صحية، يجوز له التيمم كبديل أسهل، وعن مقطوع اليدين أو الرجلين، قال: الفقهاء يشيرون إلى أن زوال العضو يعني زوال التكليف، فالشخص الذي فقد يديه لم يعد مُطالبًا بغسلهما.
وأفاد بأنه إذا كانت لديه يد واحدة، يغسل الجزء المتبقي منها، فهدف الشريعة الإسلامية هو التيسير والتخفيف على الناس، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يجب أن نتبعه في جميع الأحكام.
حكم الوضوء
ينقسم حكم الوضوء إلى واجب ومستحب من حيث وجوب العبادة أو استحبابها، فهناك عبادات واجبة تجب لها الطهارة، وأخرى مستحبّة فيُستحب لها الطهارة كذلك، فيكون الوضوء واجبًا عند أداء الواجبات والفرائض كصلاة الفرض، والطواف، والوضوءالمستحبّ يكون لأداء عبادة مستحبة عند الذكر، وقراءة القرآن الكريم، وإذا توضأ المسلم وضوءًا شرعيًا كاملًا طهُر من الحدث وأُبيحت له جميع العبادات.
نواقض الوضوء
ورد 6 أمور فقط تنقض الوضوء، باتفاق العلماء، أن الأمور الستة التي تنقض الوضوء هي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» [النساء: 43] ولقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» متفق عليه.
الأمر الثاني مننواقض الوضوء: سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.
الأمر الثالث مننواقض الوضوءفزوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم لقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
الأمر الرابع مننواقض الوضوءهو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
الأمر الخامس مننواقض الوضوءغسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء»، أما الأمر السادس فـالردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك» [الزمر:65].