لاشك أنه مع بداية عام دراسي جديد ينبغي على كل طالب أن يعرف هل التعليم فرض ؟، لعلهم يهتمون بدارستهم بدرجة أكبر ، بما يحقق لهم النجاح والفلاح ، وحيث صار العام الدراسي الجديد على الأبواب ، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل التعليم فرض ؟.
هل التعليم فرض
قال الشيخ محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن طلب العلم فريضة على كل مسلم، مستشهدًا بقول الله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) الآية 114 من سورة طه.
وأوضح “ الأبيدي” في إجابته عن سؤال : هل التعليم فرض ؟، أن هذا دليل قرآني على أهمية العلم في الإسلام، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى مدح العلماء بقوله: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) الآية 28 من سورة فاطر، مما يدل على مكانتهم العظيمة.
وأشار إلى دور المعلم في المجتمع، منوهًا بأن المعلم هو الذي ينقل المعرفة ويزرع حب التعلم في النفوس، وكذلك الإمام الشافعي قال: (لن تنال العلم إلا بستة)، مما يبرز أهمية الصفات المطلوبة في طالب العلم.
وبين قيمة التعليم في الدين ، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء"، لذا ينبغي على الجميع التمسك بتعاليم الدين والسعي في طلب العلم تحت إشراف المعلمين، فالعلم نور يهدي إلى الصراط المستقيم.
حديث عن فضل التعليم
روي عن أبي سعيد الخدري ، وحدثه السيوطي في الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 5246 و أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8567)، وتمام في ((الفوائد)) (52)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (1667)، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ).
كما روى أنس بن مالك وحدثه الألباني في صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3914 |وأخرجه ابن ماجه (224) أوله في أثناء حديث، والبزار (6746) مختصراً، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (17) واللفظ له، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ ، حتى الحيتانِ في البحرِ).
ويدل هذا الحديث على أنه قدْ أعلى الشَّرعُ الحَكيمُ مِن قِيمةِ العِلمِ والعُلماءِ، وبيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضلَ العالِمِ الَّذي يَنقُلُ عِلْمَه إلى النَّاسِ، وما له مِن أجْرٍ عظيمٍ عندَ اللهِ تعالى.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "طلَبُ العِلْمِ فَريضةٌ على كلِّ مُسلِمٍ".
وورد أن هذا يعني أنَّ مِن العِلْمِ ما هو فَرضٌ مُتعيَّنٌ على كلِّ امرئٍ مُسلمٍ في خاصَّةِ نفْسِه؛ فهو فَرضُ عينٍ، ومنه ما هو فرْضُ كِفايةٍ، إذا قام به قائِمٌ سقَطَ فرْضُه عن أهْلِ ذلِك المَوضعِ، وقد فُسِّرَ بأنَّ الَّذي يَلزَمُ الجَميعَ فرْضُه هو تعلُّمُ ما لا يسَعُ المُسلِمَ جَهْلُه، ولا بدَّ له مِن العِلْمِ به؛ لسَلامةِ دِينِه وإقامتِه، ثمَّ يأتي بعدَ ذلك سائِرُ العِلْمِ، وطَلبُهُ والتَّفقُّهُ فيه، وتَعليمُه للنَّاسِ؛ فهو فَرْضٌ على الكِفايةِ، إذا قام به قائِمٌ سقَطَ فَرْضُه عن الباقينَ، كما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
ثُمَّ قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وإنَّ طالِبَ العِلْمِ يَستغفِرُ له كُلُّ شَيءٍ حتَّى الحِيتانُ في البَحرِ"، أي: يَدْعون له بالمَغفِرةِ. وفي قولِه: "حتَّى الحِيتانُ" إشارةٌ إلى جميعِ المخلوقاتِ؛ وذلك لأنَّ طالبَ العِلمِ سائرٌ في طَريقِ طلَبِ النُّورِ والعِلْمِ الَّذي يُنِيرُ للنَّاسِ طريقَهم، ويُعلِّمُهم فرائضَ دِينِهم، ويُرشِدُهم إلى طريقِ اللهِ، وهو يكونُ أكثَرَ خَشيةً للهِ، وإذا كانتِ الملائكةُ تَستغفِرُ لعُمومِ المُؤمنينَ.
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7]؛ فطالِبُ العِلْمِ ومُعلِّمُ النَّاسِ الخَيرَ مِن بابِ أَولى، وفي سُننِ التِّرمذيِّ عن أبي أُمامةَ الباهِليِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ وملائكتَه وأهلَ السَّمواتِ والأَرَضينَ، حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى الحوتَ؛ لَيُصلُّونَ على مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ"، وفي هذا تقييدٌ للعالِمِ وطالِبِ العِلْمِ بأنَّه الذي يَطلُبُ ما فيه نَفْعٌ وخيرٌ للنَّاسِ في دِينِهم ودُنياهم وآخرتِهم، وهذا بَيانٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لقِيمةِ العُلماءِ، وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ طلَبِ العِلمِ، والحثُّ عليه.