تجددت موجة انفجار أجهزة الاتصالات التابعة لعناصر "حزب الله" في العديد من المناطق اللبنانية وخاصة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وقد قُتل 14 شخصًا وأصيب أكثر من 450 آخرين بجروح.
وحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن الأجهزة التي انفجرت هي أجهزة لا سلكية صوتية وليس أجهزة "بيجر"، فضلًا عن تفجير بطاريات "ليثيوم" أدّت إلى اشتعال عدد من المنازل والمحال والسيارات.
جاء ذلك بعد يوم واحد من وقوع 11 قتيلًا وجرح أكثر من 4000 آخرين، 400 منهم حالتهم حرجة، إثر انفجار أجهزة "بيجرز"، في أكبر خرق أمني يواجهه "حزب الله"، وفي عملية استخباراتية ضخمة تنفذها إسرائيل التي لم تؤكد مسؤوليتها عن العملية لكنها لم تنفِ، إلا أن "حزب الله" اتهمها بالوقوف خلف العملية.
ولم يعرف بعد حقيقة ما حصل، وما إذا كانت متفجرات وُضعت داخل الأجهزة، أم عملية قرصنة أدت إلى ارتفاع حرارة بطارياتها ومن ثم انفجارها، لكن مما يبدو أن إسرائيل بدأت الحرب الشاملة.
ووقعت تفجيرات الأربعاء، خلال تشييع “حزب الله” عناصره الذين قتلوا في تفجيرات “البيجر”، وعلى إثرها هزّت تفجيرات الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي الجنوب وفي البقاع، بعضها في سيارات، وعدد كبير من المنازل، ما أدى الى اندلاع حرائق.
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أن “عناصرها عملت على إخماد حرائق اندلعت داخل منازل وسيارات ومحلات في البقاع والجنوب وجبل لبنان والضاحية الجنوبية”.
ولفتت إلى أن “سيارات الإسعاف التابعة لها تعمل على نقل الجرحى إلى المستشفيات، نتيجة الحادث الأمني الذي طال مناطق لبنانية عدة”.
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن التفجيرات تشير إلى خطر جدي لتصعيد كبير في لبنان، ويجب بذل كل ما في وسعنا لتجنب هذا التصعيد.
وشدد جوتيريش، على وجوب ألا تتحول الأجهزة ذات الاستخدام المدني إلى أسلحة.
وفي اعتراف ضمني بدور بلاده في تلك العملية، قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت إن مركز ثقل الحرب يتحرك شمالاً.
وأضاف جالانت أن "مرحلة جديدة" في جهود الحرب الإسرائيلية بدأت، بعد انفجار أجهزة اتصالات لاسلكية مفخخة تابعة لأعضاء حزب الله على مدار يومين في لبنان.
ولفت خلال زيارة لقاعدة رامات ديفيد الجوية في شمال إسرائيل، إن جيش الاحتلال يحقق إنجازات ممتازة، جنبًا إلى جنب مع جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، والموساد، وجميع الهيئات وجميع الأطر والنتائج مثيرة للإعجاب للغاية".
وكانت شبكة “سي إن إن” الأمريكية قد ذكرت سابقًا أن العملية كانت جهدًا مشتركًا بين الاحتلال الإسرائيلي والموساد، وكالة الاستخبارات الإسرائيلية.