تمكن خلال وقت قصير من إنجاز أوراق السفر إلى دولة السعودية، أملاً في تحسين الأحوال المعيشية، وبعدها بأيام تمكن من إنهاء أوراق السفر من محافظة قنا، إلى السعودية، لكن لم يمضِ سوى شهرين حتى حدثت الصاعقة، ولفظ الشاب الطموح أنفاسه الأخيرة في حادث مرورى، لتنتهي أحلامه داخل كفن أبيض يعود به محمولاً إلى قريته الحجيرات.
شهيد لقمة العيش، وجد أبواب الرزق مفتوحة أمامه فور وصوله إلى السعودية، وكأنها رسالة بأن الأيام لن تطول، فبدأها بأداء العمرة، وتسلم عمله في شركة" ديلفرى" دون اعتراض أو امتعاض على طبيعة العمل، من أجل أن يوفر لأسرته ما يكفيهم من احتياجات ويسدد ما عليه من التزامات.
القرية اتشحت بالسواد
السيرة الطيبة للشاب الطموح" محمود السيد عويضه" كانت كفيلة بأن تجعل قرية الحجيرات" مسقط رأسه" تتشح بالسواد حزناً على الشاب الراحل، وتتحول كل الدعوات بالتوفيق في العمل، إلى أمنيات بسرعة إنجاز وإنهاء أوراق دفن الجثمان، لكى يدفن وفى مقابر قريته وسط عائلته وذويه.
بطبيعة الحال تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، إلى سرادقات عزاء لشهيد لقمة العيش، تنعى الشاب الفقيد، وتتغنى بأخلاقه وصفاته الحميدة التي يشتهر بها بين أهله وأصدقائه بالقرية، والتي تسببت في حالة حزن كبيرة بين أهالى القرية، مع دعوات بأن يتغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
ترك زوجته حامل
المأساة التي تدمى القلوب، أن الشاب المتوفى، سافر منذ شهرين، تاركاً طفلاً في عمر الزهور، مع زوجته التي تحمل في أحشائها طفلاً آخر، لم يكتب له أن يرى والده، الذى ترك بلاده وعاش نار الغربة وآلامها من أجل توفير لقمة عيش حلال له ولهم، فالقدر كان له رأى آخر.
قال م.س، من أبناء القرية، محمود السيد عويضه، من الشباب المشهود لهم بالأخلاق الحميدة في قرية الحجيرات ، وسافر للعمل بدولة السعودية الشقيقة منذ شهرين فقط، وتمكن من إيجاد فرصة عمل" ديلفرى"، لكن إرادة الله شاءت أن تنتهى حياته خارج البلاد، أثناء العمل، ليصبح شهيداً للغربة والعمل.
شهيد لقمة العيش
وأضاف، بأن شهيد لقمة العيش، وحيد أسرته ولديه طفل صغير، وزوجته حامل في الطفل الثانى، وكانت لديه طموحات وآمال كبيرة مثل الكثير من الشباب الباحثين عن فرصة عمل، تعينهم على أعباء المعيشة، خارج حدود الوطن.
يذكر أن الشاب محمود السيد عويضه، ثلاثينى العمر، مقيم بقرية الحجيرات بقنا، سافر للمملكة العربية السعودية منذ شهرين، وعمل ديلفرى في غحدى الشركات، إلا أنه لقى مصرعه أمس في حادث مرورى بالسعودية، وينتظر الأهالى وصول جثمانه لدفنه بمقابر الأسرة.