أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، أن عدد قتلى انفجار أجهزة الاتصالات البيجر في لبنان ارتفع إلى 12 شخصًا، وفقًا لحصيلة جديدة. وأضاف الوزير أن بعض الإصابات سيتم نقلها إلى إيران لتلقي العلاج، بينما نقلت إصابات أخرى إلى سوريا.
وأشار حزب الله إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن الانفجارات المتزامنة التي وقعت بعد ظهر يوم الثلاثاء، والتي جاءت بعد إعلان إسرائيل عن توسيع أهداف حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
وفي هذ السياق، صرح الدكتور عبدالله نعمة، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني،لـ “صدى البلد”، حول الهجوم الأخير الذي استهدف لبنان وحزب الله، أكد نعمة أن هذا الاعتداء يمثل حادثًا غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يحمل في طياته تداعيات خطيرة وتصعيدًا محتملاً في المنطقة.
أوضح الدكتور عبدالله نعمة أن إسرائيل قامت بزرع عبوة ناسفة داخل خمسة آلاف جهاز يستخدمها حزب الله. ووفقًا لإعلان إسرائيل، تم زرع هذه العبوات بعد خروج الأجهزة من الشركة المصنعة لصالح شركة أخرى اشترى حزب الله هذه الأجهزة منها.
وأشار نعمة إلى أن إسرائيل اعترفت بتنفيذ هذا التفجير، الذي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من خمسة آلاف شخص، بما في ذلك إصابة أكثر من أربعمائة شخص بفقدان البصر. اعتبر هذا العمل جزءًا من سلسلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق لبنان والشعب اللبناني. وأضاف أن تواطؤ المجتمع الدولي مع إسرائيل أدى إلى حالة من عدم الاستقرار الدائم في ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد نعمة أن التصعيد الأخير من قبل إسرائيل يحمل خطورة كبيرة، مع توقع تطورات أكثر خطورة في المستقبل. وأعرب عن شكوكه في التصريحات الأمريكية التي دعت إلى حل المشكلة بين لبنان وإسرائيل عبر الدبلوماسية، واصفًا هذه التصريحات بأنها مجرد "زوبعة في فنجان".
وتوقع نعمة أن الوضع قد يزداد سوءًا في الأيام المقبلة، خصوصًا أن حزب الله قد يرد على هذا الاعتداء بشكل يتناسب مع حجم الخسائر التي تكبدها. وأشار إلى أن الأمور ستظل متوترة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، حيث من المتوقع أن نشهد تصعيدًا كبيرًا بين لبنان وإسرائيل في الفترة المقبلة، دون أي بوادر للحل القريب.
وأضاف نعمة أن حسن نصرالله سيلقي كلمة غدًا تعليقًا على الأحداث الأخيرة، وسيكشف عن الاختراق الكبير الذي نفذته إسرائيل ضد حزب الله. وأوضح أن هذا الاختراق يعكس الفجوة الكبيرة في التكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها إسرائيل مقارنة بحزب الله، مشددًا على أن ما يحدث هو أمر متوقع، وأن الأيام القادمة ستكون أصعب.