تلقى حزب الله اللبناني، أمس الثلاثاء، ضربة قوية بعد تفجير أجهزة اتصال "بيجر" التي يحملها أعضاءه، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل و إصابة ما لا يقل عن 2800 آخرين، ونسب الهجوم المنسق واسع النطاق إلى إسرائيل.
أسباب اسرائيل في تنفيذ الهجوم
وقررت إسرائيل تفجير أجهزة "بيجر" التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا، يوم الثلاثاء، خشية أن تكون الجماعة قد اكتشفت عمليتها السرية، حسبما صرح ثلاثة مسؤولين أمريكيين لموقع "أكسيوس".
فقد أصبح القادة الإسرائيليون، في الأيام الأخيرة، يشعرون بالقلق من أن حزب الله قد يكتشف أجهزة النداء. وقال مسؤول أمريكي إن نتنياهو وكبار وزرائه ورؤساء قوات الدفاع الإسرائيلية ووكالات المخابرات قرروا تنفيذ العملية الآن بدلاً من المخاطرة بأن يكتشفه حزب الله. وجاءت تلك المخاوف، التي أدت إلى قرار تنفيذ الهجوم، بعد أن ذكر موقع "المونيتور" لأول مرة، أن اثنين من عناصر حزب الله أثارا الشكوك حول أجهزة النداء "بيجر"في الأيام الأخيرة.
وقال مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على العملية إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة الاستدعاء المفخخة التي تمكنت من "زرعها" في صفوف حزب الله كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة شل حزب الله.
وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين، واصفاً الأسباب التي قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة بشأن توقيت الهجوم: '"لقد كانت فرصة استغلها أو اخسرها".
ووقع الهجوم في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، والتي يخشى المسؤولون الأمريكيون بشدة أن تتحول إلى حرب شاملة.
هل كانت الولايات المتحدة على دراية بالهجوم؟
كشف موقع "اكسيوس" الأمريكي عن مكالمة هاتفية أجراها وزير الدفاع بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، يواف جالانت، بنظيره الأمريكي، لويد أوستن، قبل عدة دقائق من بدء انفجار أجهزة الاتصال"بيجر" التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان. وأخبره أن إسرائيل على وشك القيام بعملية في لبنان قريبًا، لكنه رفض إعطاء أي تفاصيل محددة.
وقال مسؤول أمريكي إن الإسرائيليين لم يخبروا الولايات المتحدة بتفاصيل العملية، لكنه أضاف أن اتصال جالانت كانت محاولة لتجنب إبقاء الولايات المتحدة على جهل تام بالأمر. ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعتبرون اتصال جالانت بمثابة إشعار مسبق جدي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر، للصحفيين يوم الثلاثاء: 'لم نكن على علم بهذه العملية ولم نشارك فيها'.
وعندما زار كبير مستشاري الرئيس بايدن، أموس هوكشتاين، إسرائيل يوم الاثنين، انخرط رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجالانت ومسؤولون كبار آخرون في ساعات من المشاورات الأمنية حول مسألة احتمال تعرض العملية للخطر.
وقال مسؤول أمريكي إنهم عندما التقوا بهوكشتاين، لم يعطوه حتى تلميحا عما يحدث خلف الكواليس.
حزب الله يتعهد بالانتقام
وفي صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، أصدر حزب الله بيانا هدد فيه بالانتقام من هجوم "بيجر" الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، من بينهم طفل، وإصابة 2800 آخرين، واكد أنه سيواصل القتال ضد إسرائيل على طول الحدود بشكل منفصل.
وقال حزب الله إن العديد من أفراد وحداته ومؤسساته العسكرية كانوا من بين الضحايا.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن حزب الله قد يشن هجوما كبيرا ضد إسرائيل انتقاما، أو يمكن ردعه على المدى القصير من خلال احتمال حدوث المزيد من الخروقات الأمنية التي لا يعرف عنها والتي يمكن لإسرائيل استغلالها.