لطالما روج حزب الله اللبناني للسرية باعتبارها الأساس في استراتيجيته العسكرية، إذ تخلى عن استخدام أجهزة الاتصال عالية التقنية لتجنب اختراقها عبر برامج التجسس الإسرائيلية والأمريكية.
وحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، ففي خطاب تلفزيوني قبل أكثر من 6 أشهر، دعا الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، عناصر الحزب وعائلاتهم في جنوب لبنان، إلى التخلي عن هواتفهم المحمولة.
وقال نصر الله في خطاب ألقاه في فبراير الماضي: "أغلقوها، وادفنوها، وضعوها في صندوق من حديد واقفلوها، افعلوا ذلك من أجل الأمن وحماية دماء وكرامات الناس".
وعلى النقيض من الجهات الفاعلة غير الحكومية الأخرى في الشرق الأوسط، يُعتقد أن عناصر "حزب الله" تتواصل من خلال شبكة اتصالات داخلية.
ويُعتبر هذا إحدى اللبنات الأساسية للمجموعة التي اتُهمت منذ فترة طويلة بالعمل كدولة داخل الدولة.
ما هي أجهزة بيجر ؟
ويستخدم عناصر "حزب الله" أجهزة البيجر، التي عفا عليها الزمن لعقود من الزمن بالنسبة لمعظم الناس في لبنان، في الاتصال ببعضهم البعض.
وهي تعتبر أجهزة صغيرة كانت تُستخدم في الماضي للاتصال عن بعد، خاصة لإرسال رسائل نصية قصيرة أو إشعارات صوتية إلى الشخص المستلم.
وكان البيجر يُستخدم بشكل أساسي قبل انتشار الهواتف المحمولة، ويُعتمد عليه بشكل واسع من قبل الأطباء، رجال الأعمال، وأفراد الطوارئ.
ومع الهجوم السيبراني الذي استهدافها أمس، ما تسبب في مصرع وإصابة المئات في عدة أماكن في لبنان، فإن الاختراق الواضح لأجهزة "البيجر"، من شأنه أن يزعزع استقرار "حزب الله".
ويبدو أن النهج الذي اتخذه "حزب الله" في محاولته للهروب من رادار إسرائيل، بالعودة إلى استخدام أجهزة "البيجر" قد أتى بنتائج عكسية حرفيا بطريقة لم يكن يتوقعها على الإطلاق.