مع استمرار جهود الوسطاء لإيجاد حل في قطاع غزة المحاصر، استقبل الموضوع الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اليوم، تور وينسلاند، المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقف إطلاق النار في غزة
وقال السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، إنّ اللقاء تناول المستجدات الخاصة باستمرار العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، إضافة إلى التصعيد الحاد الذي تشهده الضفة الغربية، وأكد وزير الخارجية دعم جهود المُنسق الأممي من أجل الحفاظ على وضعية السلطة الوطنية الفلسطينية كمركز الحكم لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا إلى أنّه دون عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة فإنّه سيكون من الصعوبة خلق وضع مستدام في القطاع يُحافظ على استتباب الأمن والاستقرار.
وأوضح المتحدث الرسمي أنّ عبد العاطي حرص على الإشارة إلى استمرار جهود مصر للتوصل لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع في ظل العراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي، وضرورة تمكين كل أجهزة الأمم المتحدة من الاضطلاع بمسؤولياتها وعلى رأسها الأونروا.
كما حرص وزير الخارجية على التعرُف على نتائج اتصالات المسئول الأممي مع الجانب الإسرائيلي والسُلطة الفلسطينية، والجهود الأُممية التي يقوم بها من أجل إنهاء مُعاناة الفلسطينيين في غزة، مشددًا على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، والقبول بعودة السلطة الفلسطينية لإدارة المعبر، وبما يسمح باستئناف عمل المعبر.
من جانبه، كشف اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، تفاصيل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة.
وأوضح «الغباري» لـ صدى البلد، أن هذه الزيارة تأتي في إطار الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار في غزة.
وتابع: «أمريكا لن تحل شيء في القضية الفلسطينية، وكل ما يحدث بمثابة أشكال صورية فقط لا غير، ولكن لن يحدث شيء على الأرض الواقع».
قطاع غزة
وأوضح أن الاقتراح المُقدم يسعى إلى حل القضايا الرئيسية وراء الجمود المستمر في المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، بهدف تأمين هدنة بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
في هذا الصدد، أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الوضع في قطاع غزة يمثل مأساة إنسانية بكل المعايير، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى حوالي 41 ألفًا، في حين لا يزال نحو 20 ألف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، مشيرا إلى تفشي الأوبئة والأمراض بشكل كبير داخل القطاع، بجانب تدهور حالة التغذية، مما يؤدي إلى ضعف المناعة لدى السكان.
و أكد الرقب في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن محكمة العدل الدولية لم تتمكن طوال 10 أشهر من الصراع من إصدار أي أحكام أو فتح تحقيقات جدية بشأن ما أسماه "الإبادة الجماعية المستمرة".
وأشار إلى أن هذا الفشل يعطي الاحتلال الإسرائيلي دافعًا للاستمرار في التصعيد والقتل، حيث لم تقتصر الانتهاكات على غزة فقط، بل امتدت إلى الضفة الغربية، حيث تُسجل عمليات قتل يومية.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يسعى لاستغلال استمرار الحرب كوسيلة للبقاء السياسي، حيث قد يستخدم تصعيد العنف ضد الفلسطينيين كأداة لتعزيز فرصه في العودة إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 41 ألفًا و252 فلسطينيًا جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
وأفادت صحة غزة، أن إجمالي المصابين ارتفع كذلك إلى 95 ألفًا و497 مصابًا وسط أوضاع صحية متردية في جميع أنحاء القطاع.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الماضية 3 مجـ ـازر وصل منها للمستشفيات 26 شهيدا و84 مصابا.