سؤال يشغل بال العديد: هل عدم البكاء عند سماع القرآن أو الدعاء يعني قسوة القلب؟ فالبكاء أثناء الاستماع إلى القرآن أو الدعاء يُعتبر لدى الكثيرين علامة على الخشوع ولين القلب، وغيابه قد يُفهم على أنه قسوة.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، قسوة القلب تعني عدم تأثر الإنسان عند ذكر الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
يشير إلى أن البعض قد يشعر بالخضوع والخشوع عندما يتذكر النبي المصطفى، ما يدل على قلب حي.
فهناك من يكون قلبه رقيقاً ويتأثر برؤية الكعبة، بينما هناك من لا يظهر عليه تأثر كبير، وهذا لا يعني بالضرورة قسوة القلب.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن القلب قد يلين ويشعر بالخوف والحنين بطرق مختلفة، مشيراً إلى أن الله هدانا إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى الكعبة، وإلى قراءة القرآن، وهي أسباب تجلب لنا الطمأنينة.
لذا، فإن البكاء ليس هو المعيار الوحيد لقياس خشوع القلب.
علاج قسوة القلب، بحسب الدكتور علي جمعة، يتطلب أمرين أساسيين: الأول، استخدام العقل للوصول إلى الخشوع حتى يلين القلب؛ والثاني، الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها من الأعمال التي تقربنا إلى الله وتلين القلب.
أما بالنسبة للبكاء عند قراءة القرآن، فهو مستحب وفقاً لدار الإفتاء المصرية.
تستشهد بحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»، وبيّنت أن البكاء أثناء قراءة القرآن هو سمة العارفين وعباد الله الصالحين.
كما يذكر الإمام النووي في "التبيان في آداب حملة القرآن" أن البكاء عند قراءة القرآن من صفات الصالحين، وهناك العديد من الأحاديث والآثار التي تشير إلى أهمية ذلك.
في الختام، البكاء عند قراءة القرآن ليس هو المعيار الوحيد لخشوع القلب، بل هو جزء من تأثير عميق يعكس صلة القلب بالله وتفاعله مع النصوص المقدسة.