أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة:" أين كان يحتفل النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مكة: داخل الحرم أم خارج الحرم؟ وأين كان يحتفل في المدينة حدد المكان؟ وهل ساحة المولد كانت خاصة بالرجال دون النساء أو الرجال والنساء جميعًا؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن العبرة ليست بمكان الاحتفال إنما العبرة بمشروعية الاحتفال، فالاحتفال بذكرى المولد النبوي أمر مشروع بالكتاب والسُّنة وعمل الأمة، فما الذي يفيده المكان؟!
ويجب تنزيه الصحابة رضي الله عنهم عنه وإلا وقع السائل في حرج عقدي عظيم الخطر! مع رفضنا القاطع لما يحدث في بعض الاحتفالات -في عصرنا هذا- من الاختلاط المحرم شرعًا.
وحتى نشفي صدر السائل نقول: إذا كان الاجتماع على ذِكر النبي والاحتفاء به له أصل، وهو خروجهم لاستقباله في المدينة عند الهجرة والإحاطة به حتى وصوله إلى الموضع الذي بركت فيه ناقته، فيمكننا القول بأن:
- مكان الاحتفال = المدينة المنورة.
- ساحة الاحتفال = ثنية الوداع.
- الاختلاط بالتلامس بين الرجال والنساء = ننزه الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك.
هل كان الرسول يحتفل بيوم مولده ؟
الاحتفال بالمولد النبوي أمر مستحب أجازه كل العلماء والمؤسسات الدينية في مصر، والسؤال الذي يتردد هل كان الرسول يحتفل بيوم مولده، والإجابة نعم احتفل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده وكان النبي يحتفل بيوم مولده بصيام الإثنين ومن أفضل الطرق للاحتفال بذكرى المولد النبوي هو اتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
أكبر دليل على أهمية الاحتفال بالمولد النبوي قول الله تعالى في القرآن الكريم، "ذكرهم بأيام الله"، وهو الدليل الكافي على أهمية ومشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتفي بيوم مولده ، ومن السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه. وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
وكان الرسول يحتفل بيوم مولده في كل عام، بقيامه بجميع العبادات، الصلاة والصيام والأذكار، ومن أفضل طريقة للاحتفال بالمولد، هي إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم والصلاة وأداء العبادات، لافتا الى إنه لا مانع من تناول حلوى المولد؛ لأنها من مظاهر الاحتفال التي تبعث على السعادة، وليست بدعة.
الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري،
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الأمور التي يجب الحرص عليها ففي الاحتفال بالمولد النبوي ثواب وأجر كبير ، ومن افضل الطرق للاحتفال بالمولد النبوي هو دليل على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58] كما أن الاحتفال بالمولد النبوي هو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ له أصله في الكتاب والسنة، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يعتدُّ به، وأكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.