الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى اسوان تاريخ تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، فالكبير ينقله للصغير، حباً فى رسول الله " محمد " صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعكس العادات والتقاليد التى يتوارثوها منذ القدم.
ففى جزيرة تنقار النوبية يحرص أهلها على إحياء ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بشكل سنوى من خلال تنظيم مسيرة تجوب شوارع الجزيرة.
وتطوف المسيرة شوارع جزيرة تنقار وسط مشاهد جمالية لنهر النيل الذى يحيط بها ، ويشارك فيها الأهالى من الرجال والنساء الكبار والصغار والشيوخ والشباب.
ويردد المشاركون فى زفة المولد النبوى، القصائد والمدائح فى حب رسول الله، رافعين الرايات الخضراء للطرق الصوفية، وسط زغاريد النساء وتوزيع الحلوى والمشروبات على المشاركين بها .
المولد النبوى
كما تشتهر أسوان بتنظيم "دورة المولد الكبرى" ودورة المولد أو زفة المولد هى عبارة عن مسيرة احتفالية يشارك فيها أهل أسوان الطرق الصوفية الذين يحملون الرايات الخضراء ولافتات الاحتفال بالمولد وسط ترديد الأناشيد فى حب الرسول، وتوزيع الحلوى والمشروبات على المشاركون فى المسيرة الاحتفالية.
ومن عادات وتقاليد أسوان فى المولد هى زيارة المقابر خاصة بالجبانة الفاطمية الشهيرة وجبانة أسوان القديمة أمام المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، كما يحرص أبناء الطرق الصوفية على التواجد بالقرب من الأضرحة والمقامات للأولياء والصالحين، ومنها ضريح السيدة زينب والعارف بالله إبراهيم الدسوقى والسيد البدوى وغيرهم، بجانب إحياء الليلة الختامية فى المولد بالقصائد والمدائح لكبار المندين والمداحين مثل ياسين التهامى وأمين الدشناوى وغيرهم الكثير من المداحين .
وعن زفة ليلة المولد الختامية أشار أحد أهالى أسوان إلى أن زفة المولد النبوي الشريف في أسوان لا تزال هى أكبر احتفال شهير بين جميع المحافظات في مصر، وهى ذات تاريخ طويل، حيث يتوافد علي المدينة لرؤيتها وحضورها الآلاف من أبناء محافظات الصعيد، خاصة وأنها كانت تضم أرباب المهن المختلفة .
وعن أشهر حلوي المولد المصنعة بأيادي أسوانية قديما، يشير المحاسب حسن عبد الكريم الشيخ إلی هريسة ذات اللونين الأبيض والأحمر، وكذا العلف الملون الرخيص، وهريسة "هارون ومأمون"، وحلويات ست الحسن المضاف لها جوز الهند والزبيب والمكسرات.
ويقول بعد تصنيع العروسة والحصان من السكر المنصهر،كان فنانون أسوان يتنافسون في وضع لمساتهم الفنية علي العرائس بتفصيل فساتينها المزينة بأوراق الكوريشة ذات الألوان الزاهية وطرح القصدير ، بينما كانت الخلفية عبارة عن مراوح ورقية ملونة، وتشد العروسة علي كراتين قبل أن يتم تغطيتها بالجلاد الملون وتثبيته بالصمغ والعجين وعرضها بعد ذلك للمواطنين، والجميل.