تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بشأن تقديم كافة سبل الدعم للأشقاء السودانيين، وصلت إلى ميناء بورسودان في دولة السودان سفينة الإمداد "أبو سمبل – 2" التابعة للقوات البحرية المصرية، والسفينة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإغاثية، التي تشمل مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية وأدوية، وهذه المساعدات مقدمة من القوات المسلحة المصرية ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة والسكان وجمعية الهلال الأحمر، وتهدف إلى توزيعها على المناطق الأكثر احتياجاً في السودان، وخاصة في الولاية الشمالية التي تعاني من أضرار السيول.
مصر لعبت دوراً لإنقاذ الشعب السوداني
وفي هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أهمية القوة المصرية في تعزيز العلاقات بين الدول، لاسيما على المستوى الشعبي.
وأضاف حليمة خلال تصريحاته لـ"صدى البلد" أن هذه المساعدات تمثل جزءاً من القوة الناعمة المصرية، إذ لها تأثير إيجابي وبناء، وأكد أن زيارات الوفود البرلمانية بين مصر والدول الأخرى، بالإضافة إلى الأنشطة الفنية والثقافية، تعزز من هذا التأثير، خاصة في الدول الإفريقية.
وأشار السفير حليمة، إلى أن هناك اهتماماً متزايداً في الوقت الحالي بدور الأزهر والكنيسة في تعزيز القوة الناعمة المصرية على مستوى القارة الإفريقية ومناطقها المختلفة، وأوضح أن هذه الجهود تنبع من التزام مصر القوي بتقديم الدعم والتضامن للأشقاء في مختلف المحن والأزمات.
من جانبه، أكد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، أن مصر لعبت دوراً محورياً في إنقاذ الشعب السوداني من ويلات الحرب، وما زالت تقدم العون على كافة المستويات، وأشاد بمستوى التعاون والتنسيق بين القاهرة والخرطوم في كافة المجالات، وخصوصاً في المجال الصحي، في ظل الأزمة الكارثية التي يمر بها السودان.
المساعدات والعلاج على الحدود
وأوضح إبراهيم في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش المشاركة السودانية في المؤتمر الإقليمي الثامن للشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية "امفنت" بالأردن، أن مصر تحملت العبء الكبير سواء داخل السودان أو خارجه، وقدمت العديد من المساعدات الطبية والإنسانية، وأشار إلى أن مصر قدمت المزيد من التسهيلات لنقل المساعدات إلى السودان، واستقبلت العديد من النازحين السودانيين ووفرت لهم المساعدات والعلاج على الحدود وفي داخل مصر.
وأكد إبراهيم، أن معبر "أبو سمبل 2" استقبل مؤخراً حوالي 200 طن من المساعدات الطبية المصرية، والتي سيتم توزيعها في الأماكن التي استقر الوضع الأمني فيها إلى حد ما. وأكد أن مصر فتحت معابر لتسهيل وصول المساعدات القادمة من الخارج إلى الشعب السوداني، وأن هناك اتفاقيات مصرية سودانية لشراء الأدوية والمساعدات من مصر نظراً لقرب الحدود وسهولة نقلها إلى الداخل السوداني.
وأشار إبراهيم إلى أن مصر استقبلت العديد من الحالات المرضية السودانية ووفرت لها العلاج في مستشفياتها، مقدماً الشكر والتقدير للقيادة المصرية والحكومة والشعب على ما قدموه من مساعدات وعون للسودان وشعبه في هذه الأزمة الإنسانية الكبيرة.
الحرب المستمرة في السودان ألحقت أضراراً كبيرة بالقطاع الصحي في البلاد، حيث بلغ حجم التخريب والخسائر في المستشفيات والمراكز الصحية أكثر من 11 مليار دولار، وما زال القطاع يتعرض للعديد من الانتهاكات، رغم النداءات الدولية التي تعتبر ذلك جريمة حرب، حيث يتم استهداف المؤسسات الصحية كمواقع عسكرية، مما أدى إلى خروج العديد من المستشفيات الرئيسية عن الخدمة.