أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمونه: "كم عدد الأيام التي كان يحتفل بها النبي صلى الله عليه وسلم بمولده في شهر ربيع الأول؟ وكم عدد الأيام التي كان يحتفل بها الصحابة بمولده صلى الله عليه وسلم بعد موته؟".
لترد دار الإفتاء: موضحة، إن العبرة ليست في العدد، إنما العبرة بالمشروعية؛ فإذا علمت أن الاحتفال بذكرى مولده الشريف أمر مشروع بنصوص القرآن والسُّنة وعمل الأمة، فما الذي يفيده تكرار العمل أو معرفة عدده، ومع ذلك فقد ثبت أنه صلَّى الله عليه وآله وسلم صام يوم الإثنين احتفالًا بمولد نفسه الشريفة، وكان مواظبًا على صيام يوم الإثنين، فلك أن تحسب ذلك لتعرف العدد.
هل كان الرسول يحتفل بيوم مولده ؟
الاحتفال بالمولد النبوي أمر مستحب أجازه كل العلماء والمؤسسات الدينية في مصر، والسؤال الذي يتردد هل كان الرسول يحتفل بيوم مولده، والإجابة نعم احتفل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده وكان النبي يحتفل بيوم مولده بصيام الإثنين ومن أفضل الطرق للاحتفال بذكرى المولد النبوي هو اتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
أكبر دليل على أهمية الاحتفال بالمولد النبوي قول الله تعالى في القرآن الكريم، "ذكرهم بأيام الله"، وهو الدليل الكافي على أهمية ومشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتفي بيوم مولده ، ومن السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه. وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
وكان الرسول يحتفل بيوم مولده في كل عام، بقيامه بجميع العبادات، الصلاة والصيام والأذكار، ومن أفضل طريقة للاحتفال بالمولد، هي إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم والصلاة وأداء العبادات، لافتا الى إنه لا مانع من تناول حلوى المولد؛ لأنها من مظاهر الاحتفال التي تبعث على السعادة، وليست بدعة.
الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري،
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الأمور التي يجب الحرص عليها ففي الاحتفال بالمولد النبوي ثواب وأجر كبير ، ومن افضل الطرق للاحتفال بالمولد النبوي هو دليل على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58] كما أن الاحتفال بالمولد النبوي هو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ له أصله في الكتاب والسنة، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يعتدُّ به، وأكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.