تشتهر مصر دائمًا وتتميز منذ فجر التاريخ بمظاهر الاحتفال بالمناسبات الدينية والشعبية على مر العصور.... الفن والإبداع الذي تميز به الشعب المصري منذ زمن الفاطميين وحتى الآن غير موجود في الدول الأخرى بهذا الشكل الرائع والمميز.
يُعتبر المصريون من أوائل الشعوب التي عرفت الفوانيس في شهر رمضان وحلوى المولد في مناسبة مولد النبي محمد ﷺ.... فوانيس رمضان كانت تقليدًا مصريًا قديمًا منذ أن استقبل الشعب المصري الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عند قدومه إلى القاهرة في شهر رمضان المبارك بالفوانيس المضاءة.... ومنذ ذلك الوقت أصبحت رمزًا لهذا الشهر.... ولا ننسى الكلمات الفرعونية "وحوي يا وحوي ايوحا" التي تعني بالمصري القديم "أهلاً ومرحباً بالقمر"، والتي تُستخدم حتى عصرنا الحالي للترحيب بهلال رمضان.
أما حلوى المولد النبوي، فتُعتبر أيضًا من العادات المصرية التي تعود إلى العصر الفاطمي.... في ذكرى مولد سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، كانت تُعد الحلوى بأشكال مختلفة مثل العروس للفتيات والحصان للفتيان.... وأصبحت الحلوى بأنواعها المختلفة جزءًا من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر.
مظاهر الفرح والبهجة والاحتفالات جزء لا يتجزأ من طبيعة الشعب المصري وثقافته.... حيث يُميز كل مناسبة ويجتمع كنسيج واحد تحت مظلة الاحتفال دون تمييز بين الديانات.... استطاع الشعب المصري على مر العصور أن يحول أعياده الدينية إلى احتفالات شعبية وقومية، لتعميم روح الفرح بين جميع أطيافه.... ولا ننسى أن العصر الفاطمي أدخل الكثير من التقاليد الاحتفالية على الشعب المصري للمناسبات والأعياد الدينية.
في ذكرى المولد النبوي الشريف، نهنئ أنفسنا كشعب استطاع أن يبدع ويبتكر في مظاهر الاحتفال، وحافظ على تراثه الشعبي والديني جيلًا بعد جيل.... تحيا مصر التي صدرت للعالم مظاهر الفن والإبداع والاحتفال.