الإدارة الأمريكية تروج باستمرار أنه اذا تم وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حركة حماس سوف تنتهي معه نتوءات الحرب الإقليمية و يبتعد شبحها عن منطقة الشرق الأوسط، و بالرغم من ذلك لم يتوقف إطلاق النار حتى الآن، رغم الجهود الدبلوماسية و التحركات الدولية لحقن الدماء الفلسطينية.
بالرغم من قيام جو بايدين الرئيس الأمريكي الحالي في 31 مايو الماضي، بتقديم مقترحا لوقف إطلاق النار. زعم إنه خارطة طريق اقترحتها إسرائيل لهدنة مطلقة و محو الصراع العربي الإسرائيلي و تضمنت خارطة الطريق المزعومة على حد إدعاء بايدين الأبُّ الروحي لنتنياهو، ثلاث مراحل:
أولا : وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة الأحياء السكانية بقطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، النساء والمسنين والجرحى، مقابل إطلاق سراح الأسري الإسرائيليين
ثانيا : إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقيين لدي الجانبان و انسحاب كامل من قطاع غزة
ثالثا : إعادة إعمار غزة
إلا أن مقترح بايدين لم يلق أدنى اهتمام من الطرفين لانعدام الثقة المتبادلة.
و جاء أغتيال إسماعيل هنيه و أغتيال زعيم بارز بحزب الله ليدخل محاولات و مفاوضات و تدخلات الدبلوماسية حول الوصول لاتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار لنفق مظلم و تدخل معه المفاوضات إلى حالة الجمود السياسي، يدفع ثمنها دماء الأبرياء من أهلنا في غزة على مريء و مسمع المجتمع الدُّوَليّ دون أن يحرك ساكنا، عكس ما كان يحدث في أوكرانيا من مساندة دولية ضد روسيا.
و زعم ستيفن كوك كاتب متطرف صهيوني المنشأ، انه إذا تم وقف إطلاق النار بين حركة حماس و إسرائيل سوف يؤدي ذلك لاشتعال المنطقة العربية.
و يرى أن إسرائيل لديها تخوف من وقف إطلاق النار، خوفا من استعادة حماس ثقتها بنفسها و قوتها و تقوية بنيانها و اعادة تنظيم صفوفها.
و يرى انه إذا وقع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين لن تهدأ الصراعات بالمنطقة في ظل محاولات حزب الله فى الثأر، مؤكدا أن الحرب الإقليمية قادمة لا محالة.
في الحقيقة أن ما يحدث الأن هو نتاج ترك الصراع العربي الإسرائيلي دون حسم على مدى ثمانون عاما.
و جميع الجهود و المساعي الدبلوماسية لن تنجح في إجبار نتنياهو للخضوع ووقف إطلاق النار و منح أهلنا في غزة فرصة للحياة و إعادة إعمار التدمير الشامل الذي شهده القطاع، نظرا لرغبة نتنياهو الحقيقية في تصفية الشعب الفلسطيني على حساب دول الجوار تنفيذا لضغوط و إملاءات و تهديدات شركاؤه في الائتلاف اليميني المتعصب الذي توعده بإسقاط الحكومة و تشكيل غيرها في حال موافقته على وقف إطلاق النار.
ف نتنياهو حريص كل الحرص على شيئين الأول : تنفيذ مخطط ترسيخ قواعد مملكة صهيون الكبرى، ب تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، الأردن، لبنان.
الثاني؛ حرصه الشديد على مستقبله السياسي داخل الإئتلاف اليميني المتطرف الذي بتربع على عرشه منذ عقود نتيجة لما قدمه من دموية مفرطه بحق العرب.
أرى انه من الصعب أن تهدأ الصراعات بالمنطقة العربية، في ظل سعي نتنياهو لتأمين عرشه قبل رحيل جوبايدين عن رئاسة أمريكا، نطرا لوجود تخوف من فوز دونالد ترامب لذلك تم الدفع بكامالا هاربس نائبة جوبايدين المعروفة بتعصبها ضد العرب و شراستها من أجل دعم نتنياهو و السير على نهج بايدين، نظرا لقدرة دونالد ترامب على السيطرة و تحجيم دور نتنياهو.
دونالد ترمب يرى أن حل القضية الفلسطينية يكمن فى حل الدولتين على أرض فلسطين يتعايشان معا دولة يهودية بجانبها دولة فلسطينية، و أعلن دعمه الكامل لدولة إسرائيل، وسبق خلال فترة رئاسته لأمريكا في ديسمبر عام 2017 أعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل.
ماذا لو كانت استجابة الحكومات العربية لدعوة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للجلوس و التفاوض من أجل تحرير الأراضي العربية؟ !
كانت تحررت الأراضي الفلسطينية و هضبة الجولان، و كان من المحال أن تتغول إسرائيل بهذا الشكل و المستحيل أن تصبح دولة كانت ستكون مجرد مستعمرة منحصرة بين الأراضي الفلسطينية و اللبنانية يعيشون في خيام على حدودها.
مصر كانت أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل و بموجبها مصر تحصلت على كامل أراضيها و نعمت بالاستقرار و عملت على وقف نزيف الدم المصري، عكس موقف الدول العربية التي هاجمت مصر حينها و مازالت محتلة حتى هذه اللحظة و كل يوم تتقلص مساحة أراضيها لصالح الاحتلال الصهيوني و يتندمون لعدم استجابتهم لنصائح الرئيس السادات.