شهد مزار حمام موسي قبل انتهاء الإجازة الصيفية اقبال كبير من أهالي طور سيناء للاستمتاع بمياه الكبريتية التي تشفي من الأمراض الجلدية و الروماتيزميه والاستمتاع بأجواء الشواء في ظلال نخيل واحة حمام موسى .
وقام مجلس مدينة طور سيناء بالاشراف علي المزار من حيث النظافة والصيانة وتنظيم مواعيد دخول عين المياه الكبري الموجودة تحت القبة الفخارية .
ويقبل اهالي طور سيناء علي زيارة حمام موسي الواقع علي بعد 10 كيلو متر من المدينة علي خليج السويس خلال أشهر الصيف للاستمتاع بعيون المياه الكبريتيه والجلوس في ظل اشجار النخيل التي تتجاوز أعمارها المائة عام علاوة تناول البلح والتمور التي تتساقط من النخيل والتي لها مذاق لذيذ .
ويعتبر اهالي طور سيناء عيون حمام موسي المتنفس و المزار المحبب لدي أهالي المدينة و زوارها .
قال شعبان فرج من مواطني طور سيناء إن حمام موسي أن حمام موسي قيمة تاريخية وعلاجية مشيرا إلي أنه مكان رائع الجمال يقبل عليه المواطنين للاستماع بالمياه الكبريتيه واوضح علي ان حمام موسي المياه الكبريتيه فيه تتسرب من الجبل علي ٧ عيون مشيرا إلي أن العين الكبري يتم تنظيم الدخول ساعة للرجال وساعة للسيدات وتابع علي أن النخيل الموجود في حمام موسي عمره يتجاوز المائة عام .
واضاف الشحات هاشم من سكان طور سيناء ان جميع اهالي طور سيناء يقدمون لحمام موسي في الصيف للاستمتاع بالعيون وخاصة أن رسوم الدخول رمزية 10 جنيه للفرد مشيرا إلي أنه يقدم لحمام موسي لتناول البلح والتمور الذي يتميز به حمام موسي .
وأشار رمضان عبد المعين زائر لمدينة طور سيناء إن مزار الحمام افضل مكان للزيارة بطور سيناء حيث يقع في مكان مميز علي البحر مباشرة بالإضافة بعد الخروج من المياه يقوم الزوار بصعود جبل حمام موسي ومشاهدة غروب الشمس من قمة الجبل .
ومن جانبه اكد علي حمادة رئيس مدينة طور سيناء إن حمام موسي يخضع لاهتمام كبير من المحافظة ومجلس مدينة طور سيناء من حيث النظافة والصيانة مشيرا إلي أنه مخصص يوما أسبوعيا للصيانة والنظافة ودعا حمادة جميع الزوار للحفاظ علي ذلك المزار التاريخي والذي يعتبر أيقونة للسياحة العلاجية و المزار الاهم في طور سيناء .
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن موقع حمام موسى بطور سيناء حاليًا هو وادى الراحة الثانى فى مسار نبى الله موسى بسيناء، حيث أن وادى الراحة الأول بمنطقة وادى الراحة بسانت كاترين وهو الوادى الذى ترك فيه أهله حين عودته من مدين سيناء وهى ما بين شرم الشيخ ودهب وكانت المنطقة شديدة البرودة وكان تائهًا بعد خروجه من حدود مدين الذى عاش بها عشر سنوات وطلب من أهله أن يمكثوا حين رأى نارًا عند شجرة العليقة المقدسة لذلك أطلق عليه وادى الراحة حيث مكث أهله انتظارًا له
ويضيف الدكتور ريحان أنه فى موقع طور سيناء الحالية ترك نبى الله موسى شعبه من بنى إسرائيل ثلاثون يومًا والتي زادها سبحانه وتعالى إلى أربعون يومًا أثناء ذهاب نبى الله موسى لتلقى ألواح الشريعة بالوادى المقدس طوى وترك شعبه واتخذ وادى حبران الممتد من طور سيناء إلى منطقة الوادى المقدس طوى "سانت كاترين حاليًا" واعتقد بنو إسرائيل أن نبى الله موسى لن يعود فعبدوا العجل الذهبى الذى صاغه لهم السامرى من الذهب الذى حصلوا عليه من مصر ونسفه نبى الله موسى في خليج السويس وبالتالي فإن منطقة طور سيناء بما فيها حمام موسى شهدت راحة بنى إسرائيل أربعون يومًا انتظارًا لعودة نبى الله موسى لذا فالأقرب أن يكون وادى الحمام "وادى حمام موسى" بطور سيناء هو وادى الراحة الثانى الذى ارتاح فيه شعبه
وينوه الدكتور ريحان إلى اهتمام أسرة محمد على بتطوير المناطق السياحية بسيناء، حين زار الخديوى عباس الأول سيناء وأمر ببناء حمام فوق النبع الكبريتي بمدينة الطور وهى القبة التي تهدمت وبنيت بدلًا منها القبة الحديثة الحالية كما اهتمت أسرة محمد على بإنشاء العديد من المنشآت بمدينة طور سيناء منها محجر للحجاج، أسسه سعيد بن محمد على عام 1858م، وفي عهد محمد توفيق بن إسماعيل، تحول طريق الحج المصري القديم من طريق البر إلى طريق البحر الأحمر إلى جدة، مشيرًا إلى أن عباس حلمي الثاني أبحر إلى مدينة طور سيناء عام 1898م، لزيارة محجرها ومسجدها، وحمام موسى، بالإضافة إلى زيارته برًا بلاد العريش حتى وصل إلى عمود الحدود عند رفح.
ويتابع الدكتور ريحان بأن حمام موسى يتكون من مساحات خضراء كبيرة ويوجد به قُبة أسفلها الحمام نفسه، وهناك 3 حمامات صغيرة للأطفال وكافتيريا بأعلى الجبل والبوابة الرئيسية مبنية من الحجارة الغشيمة والصخور الصغيرة الطبيعية مختلفة الألوان، وتعلوا البوابة الرئيسية لوحة منقوش عليها "حمام موسى"، وعلى يسار البوابة مباشرة حديقة من النخيل منها الصغيرة والعالية، وبها بعض الأشجار الطبيعية التي جعلت للمكان رونقًا وبهاءً.
ويضم حمام سباحة كبير مبني من الصخور الصغيرة تأتيه المياه عن طريق مواتير ضخ للمياه من الحمام نفسه ويحتوي على ثلاثة حمامات سباحة دائرية بداخل بعضهما، وحول الحمام مظلات خشبية دائرية الشكل مخصصة لزائرين المكان، وتدخل المياه للحمامات الثلاثة سالفة الذكر من منفذ حائط صخري مبني من الصخور تسيل المياه عليه عن طريق مواتير ضخ من سفح الجبل مباشرة إلى الحمامات، وعلى بعد 20 مترا من حمامات السباحة قبة الحمام نفسه وهو المنبع الوحيد الذي يغذي جميع الحمامات السابقة، وتخرج مياهه من سفح الجبل ولهذه القبة بابين للدخول والخروج بجانب بعضهما ويتجهان الاثنان غربًا نحو شاطيء خليج السويس، كما تحوي القبة على عدة منافذ صغيرة مربعة الشكل للتهوية، ويتخذ المبنى شكلًا دائريًا من الأحجار الصخرية ذات الألوان المختلفة، وأسفل القبة مباشرة بئر الحمَّام نفسه الذي يصل عمقهُ نحو مترين إلى الأسفل، مياهه دافئة نابعة من سفح جبل حمام موسى مباشرة، ويقوم الزائرين بالاستحمام بداخلها للشفاء من الأمراض الروماتزمية.