نظم ملتقى ميدفست - مصر في الجامعة الأمريكية، اليوم، بالتعاون مع السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي، ماستر كلاس مع مبرمجة الأفلام الفرنسية سولونج بوليه، بحضور عدد من صناع الأفلام ورؤساء المهرجانات المحلية والدولية.
وتناولت سولونج بوليه خلال حديثها دور المهرجانات في تعزيز التواصل بين الثقافات وبناء قاعدة جماهيرية متفاعلة وكيف يمكن للفن أن يكون جسراً يربط بين الثقافات والمجتمعات.
وقالت إن مشاركة تجربتها مع مؤسسات تهتم بالسينما هو شئ أسعدها للغاية حيث أن علاقتها بدأت بالسينما العربية في الثمانينات حينما كانت تعيش بين مصر وسوريا، وعلاقتها بالسينما المصرية بدأت بالأفلام التسجيلية فعاشت فترة بها جيل من المخرجين الرائعين مثل داود عبد السيد وخيري بشارة وكيف خرجوا من الاستوديوهات إلى الشارع كي يتحدثوا عن الناس. وهذا جعلها تتعرف على مركز السينما المصرية حيث كان متاحا لها مشاهدة الأفلام المصرية القديمة، وأشارت إلى أنها طوال الوقت كانت بصحبة سينمائيين أو كما تسميهم حماة صناعة السينما.
وأضافت أنها أسست منظمة "أفلام"، وهي منظمة غير حكومية تأسست في مرسيليا عام 2000 بهدف تعزيز المعرفة بالثقافات العربية من خلال السينما كما أنها عضو في لجنة اختيار مهرجان "أفلام" السنوي، وتدير أيضًا "ورشة أفلام"، وهي إقامة فنية لكتابة السيناريوهات تنظم سنويًا في مرسيليا من قبل منذ عام 2016، فمارسيليا مدينة مميزة يسكنها العديد من المهاجرين، لذلك كان من المهم أن يخلق هذا المهرجان لغة حوار بين صناع الأفلام والمدينة، وبدأ تعاون بينهم وبين المعهد العربي في باريس حيث أخذوا برامجهم وعرضوها في مارسيليا.
واستطردت أن قصص السينما العربية مختلفة تماما لذلك كان من المهم في المهرجان أن يحكوا قصص صناعة السينما في الدول العربية لأنها تستحق، وبداية التعرف على السينما العربية في فرنسا كانت في الخمسينيات عن طريق الافلام المغربية والأفلام المصرية مثل باب الحديد ليوسف شاهين وأفلام صلاح أبو سيف وبدءا من السبعينيات ظهر صناع جدد لهم علاقة بالسينما العربية.
وأكدت أنه من خلال المهرجان استطاعوا تعزيز الثقافة العربية وخلق لغة حوار ومعرفة للجيل الجديد من أبناء المهاجرين في مارسيليا والذين أخذوا الجنسية الفرنسية وكانت أصولهم عربية، وقد كانوا يستخدمون برامج سينمائية مختلفة فتارة يركزون على دولة معينة بكل انواع الأفلام بها ومرة أخرى كانت هناك دورة تحمل الاستعمار والاستقلال لأن العديد من الدول العربية عاشوا تجربة الاستعمار، وعندما أصبحت مارسيليا عاصمة الثقافة الأوروبية وفي هذه اللحظة قررت المؤسسة تقديم مشروع لعمل مهرجان للسينما العربية قائم على المشروع القديم وتم قبوله لأنه لم يكن هناك مشروع بهذا الحجم في ذلك الوقت وخصوصا مع حجم المهاجرين العرب في مارسيليا وتم تسميته " مساحة لقاء" وهو غير تنافسي حيث يكون مساحة للقاء كل صناع السينما العرب كي يحدث حوار حقيقي بين صناع الأفلام والنقاد والجمهور.