توفي إلياس خوري، القاص والروائي والناقد والكاتب المسرحي، الذي وُلد في بيروت عام 1948، اليوم الأحد.
تُعتبر رواية "باب الشمس" من الأعمال الأدبية المهمة لالياس التي تناولت النكبة الفلسطينية، لكن إلياس خوري يؤكد أن دافعه الرئيسي لكتابتها كان مختلفًا. يقول خوري في تصريحات سابقة : "كتبتها بقصد واحد هو أن أكتب قصة حب"، كان يتساءل عن سبب كون قصص الحب في الأدب العربي مُختلقة وليست حقيقية، لذا أراد ببساطة أن يسرد قصة حب رجل لزوجته.
حب في زمن النزوح
تدور أحداث "باب الشمس" حول يونس الأسدي، المناضل الفلسطيني الذي يُجبر على مغادرة بلاده متجهًا إلى لبنان، بينما تبقى زوجته نهيلة في فلسطين، رغم الفراق، لا ييأس يونس، بل يواصل الرحلات إلى وطنه المحتل ليتمكن من لقاء زوجته مرة أخرى في مغارة أطلق عليها اسم "باب الشمس". يتكرر لقاؤهما، ويُرزق الزوجان بسبعة أبناء، مما يعكس رمزية الخصوبة والأمل في ظل المعاناة.
البحث عن الحقيقة
لكتابة هذه الرواية، اعتمد خوري على الاستماع إلى أهالي المخيمات في لبنان، يقول: "هذا تطلب عملاً كثيراً، فهو تاريخ لم يوثق." لم يكن غريبًا عن المخيمات، بل تجول بين الناس وجمع الحكايات، لكنه أدرك أهمية دمج هذه القصص بالخيال لإثراء العمل الأدبي.
تأثير الرواية على القراء
لم يكن اللبنانيون وحدهم من تأثروا بقصص "باب الشمس"، بل فوجئ الفلسطينيون أيضًا بما احتوته الرواية، فقد عاشوا مرارة النكبة لكنهم لم يتحدثوا عنها، وكان خوري هو من استنطق الضحايا ليعرف ما لم يُقال من قبل، واكتشف أن مشاركة هذه التجارب تُحدث تأثيرًا عميقًا على الناس، وخاصة الشباب.
رؤية خوري للأدب
يُشدد خوري على أن “النكبة ليست من الماضي، بل مستمرة إلى اليوم”، ورغم أن بعض النقاد يرون في "باب الشمس" توثيقًا تاريخيًا، إلا أنه يؤكد أن هدفه الأساسي كان كتابة قصة حب، ويضيف: "الأدب هو تعبير عن حب، عن حبنا للآخر. وُلدت الروايات لتعبر عن الدواخل البشرية."