تحتفي الطرق الصوفية بمولد النبي 2024؛ اليوم الأحد، وذلك من خلال الموكب الصوفي السنوي والذي تنظمه المشيخة العامة للطرق ضمن 3 مواكب هي: «رأس السنة الهجرية، المولد النبوي، ورؤية هلال شهر رمضان المبارك»، فما هي قصة الموكب الصوفي؟
الموكب الصوفي في مولد النبي 2024
دعت مشيخة الصوفية، أتباعها بمحافظات الجمهورية بالمشاركة بموكب الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، حيث ينطلق اليوم الأحد الموافق 15 سبتمبر الموافق 12 ربيع الأول من العام الهجرى 1446، عقب صلاة العصر من مسجد صالح الجعفرى، وصولاً إلى ساحة مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه.
يأتي ذلك بعد نجاح موكب الطرق الصوفية احتفالاً برأس السنة الهجرية، والذي انطلق من مسجد صالح الجعفرى، حتى مسجد الإمام الحسين، والذى ضم الآلاف من مريدى الطرق الصوفية، وكان فى استقبالهم بساحة الحسين الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وأعضاء المجلس، حيث تقوم كل طريقة بقراءة الفاتحة أمام شيخ المشايخ، ثم تتوجه الطرق للدخول إلى مسجد الحسين لأداء صلاة المغرب.
اقتداء بسُنة الأنصار في استقبال النبي
ويعد انطلاق المواكب في مصر من الأمور المنسوبة للحقبة الفاطمية شأن الاحتفاء بالمولد النبوي ذاته والذي يرى كثير من المؤرخون أنه بدعة فاطمية لم تعهده الأقطار الإسلامية قبلهم، حيث كانت المواكب تتم بالجنود الذين كانوا يرفعون أعلام الدولة الرسمية والأبواق للاحتفال بالمناسبات الدينية، ومن وقتها لم تتوقف المواكب، حتى مع توقف الدول التي أعقبت الدولة الفاطمية عن تسييرها، فلقد استمر الشعب في تسييرها.
إلا أن هذا الأمر ليس بالحقيقة عند الصوفية أنفسهم، حيث يعد الموكب الصوفي مظهر من مظاهر الاحتفالات لدى الطرق الصوفية التي تجاوزت 80 طريقة - بحسب مصطفى زايد الباحث المتخصص في الشأن الصوفي هو اقتداء بسنة الأنصار، موضحًا أن الصوفية استمدوا هذا المظهر من احتفالات أهل المدينة المنورة بهجرة الرسول إلى مدينتهم واستقبله أهل المدينة بـ "طلع البدر علينا" على دقات الدفوف، وطافوا به المدينة حتى استقر إلى المكان الذي أقام به.
وتابع: "من هنا كان أول موكب ثم بعد إبداء المتصوفين الأوائل بعمل المواكب الصوفية الصوفية ابتهاج بالمولد النبوي الشريف، وفي تزاور مشايخ الصوفية إلى بعضهم حيث يذهب مريديهم معهم ويدخلون إلى البلدان بالأناشيد الدينية ويُستقبلوا أيضا بالأناشيد، في مصر ظهرت المواكب الصوفية في العصر الفاطمي وكانت تجوب المدن احتفالا بمولد الرسول".
وشدد: "أما في العصر المملوكي كانت لمواكب الصوفية دور أخر غير الاحتفال بالمولد النبوي حيث كانت تخرج المواكب في رؤية هلال شهر رمضان لإعلام الناس بقدوم شهر رمضان، لعدم وجود دار الإفتاء أو أي وسيلة تخبر الناس عن قدوم الشهر الكريم، ومن هنا تبقى تلك المواكب سبب بهجة كبيرة في نفوس المصريين".
مشاركة الملوك والرؤساء في الموكب الصوفي
المشاركة لا تقتصر على كونها شعبية بحسب الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والذي أكد على أن تاريخ المواكب حافل بالمريدين ويضم عشرات الآلاف من الناس من كل مكان على أرض مصر، منهم المريد ومنهم صاحب الحاجة، ومنهم من جاء ليرى ويفهم ويتعلم من المشايخ، ومنهم من جاء مجاملة لهذا العدد الهائل من المصريين الذي يتجمعون في مكان واحد.
وأضاف أن ملوك ورؤساء مصر سواء في العصر الملكي أو الجمهوري كانوا حريصين على المشاركة في المواكب الصوفية، بحضور شيخ الأزهر ورئيس الوزراء وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ونقيب الأشراف.
وأشار إلى أن من أبرز من كانوا يواظبون على حضور المواكب، السلطان حسين كامل والملك أحمد فؤاد الأول والملك فاروق، أما في العصر الجمهوري فقد حضر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الأسبق حسني مبارك نيابة عن الرئيس السادات في مواكب كثيرة.