عادات وتقاليد كثيرة ومتوارثة من ذكريات زمان لأهالى محافظة أسوان خلال الإحتفال بالمولد النبوى الشريف.
وفى هذا الصدد نستعرض عبر منصة " صدى البلد " قصص وحكايات من ذكريات زمان حيث يقول فاروق صاوى كانت ساحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في قلب المدينة ويتم رشها بالماء من السقاة وسيارات المطافئ في الليلة الختامية، كما كان سوق الحلوى يقام فى المساء.
ومن أشهر العبارات التي كان ينادي بها باعة حلوى المولد للترويج والدعاية لها "سـرك يا صاحب المولد" ويصاحب هذا النداء نثر الحلوى على زائري السوق لجذب الأهالي، وأن معظم باعة حلوى المولد كانوا من أصحاب الحرف التي لا ترتبط بصناعة وتجارة الحلوى ، فمثلا كان يشارك في بيعها تجار الموبيليا والخردة، الذين يقومون بتصنيع وتجهيز أصنافها داخل البيوت القديمة الشهيرة.
وقال من أهم ما يتذكره من ويستعيد ذاكرة الأيام الجميلة، والتى تتمثل فى ان لجنة الإشراف علي المولد التي لا تزال قائمة بنفس مسماها حتي الآن كانت تتولي أيضاً توفير السكر والزيت وتوزيعه ببونات علي معامل الحلاوة والتجار الموسمين، وكذا توفير بونات خاصة بأثواب قماش الدبلان ومكونات "البوية" لزوم اليافطات التي كانت تزين ساحة المولد وشوادر التجار.
المولد النبوى
وعن زفة ليلة المولد الختامية أشار أحد أهالى أسوان إلى أن زفة المولد النبوي الشريف في أسوان لا تزال هى أكبر احتفال شهير بين جميع المحافظات في مصر، وهى ذات تاريخ طويل، حيث يتوافد علي المدينة لرؤيتها وحضورها الآلاف من أبناء محافظات الصعيد، خاصة وأنها كانت تضم أرباب المهن المختلفة .
وعن أشهر حلوي المولد المصنعة بأيادي أسوانية قديما، يشير المحاسب حسن عبد الكريم الشيخ إلی هريسة ذات اللونين الأبيض والأحمر، وكذا العلف الملون الرخيص، وهريسة "هارون ومأمون"، وحلويات ست الحسن المضاف لها جوز الهند والزبيب والمكسرات.
ويقول بعد تصنيع العروسة والحصان من السكر المنصهر،كان فنانون أسوان يتنافسون في وضع لمساتهم الفنية علي العرائس بتفصيل فساتينها المزينة بأوراق الكوريشة ذات الألوان الزاهية وطرح القصدير ، بينما كانت الخلفية عبارة عن مراوح ورقية ملونة، وتشد العروسة علي كراتين قبل أن يتم تغطيتها بالجلاد الملون وتثبيته بالصمغ والعجين وعرضها بعد ذلك للمواطنين، والجميل.
وكما يقول حسن عبد الكريم أن الشباب والفتيات من أبناء المدينة كانوا يقومون بنقل العرائس والأحصنة المزخرفة من البيوت والمعامل إلي الفروش المختلفة بساحة المولد، ويتجلي الجمال الأسواني كله متوجا بالتكافل الاجتماعي بين أهل أسوان في الليلة الختامية الكبيرة عندما يحمل الأطفال أكياس الحلوي هدية من كل فرش لتوزيعها علي الأهل والجيران في محبة وإخاء، فهذه العادات الجميلة التى تظل خالدة أمد الدهر .