ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟ وهل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن طرح السؤال بهذه الطريقة فيه إيهام شديد على عوام الناس بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحق أن يقال: هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
وأوضحت دار الإفتاء أن قصة المولد النبوي الشريف ما هي إلا سرد خالص لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الجزء متعلق بفترة زمنية تبدأ من إرهاصات (ممهدات) مولده الشريف مرورًا بذِكر معجزات وقعت في فترة حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به صلى الله عليه وآله وسلم وختامًا بذِكر لحظة مولده المبارك مع ذكر مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية، ما يجعلنا نقول إن قصة المولد بشكل عام نوع من ذكر محاسنه وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل عظيم في الدين.
وتابعت: فقد مدحه الله تعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقد مدح نفسه فقال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، ومدحه جمع من الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر النبي على أحد منهم ذلك، مثل سيدنا حسان بن ثابت وكعب بن زهير وأم معبد والعباس عم النبي، وهذا مما لا يخفى على أحدٍ.
وأضافت دار الإفتاء أنه ما دامت قصة المولد بهذه الحال، فما المانع من ذِكرها وسردها في يوم مولده المنيف؛ وقد ألَّف فيها جماعةٌ من العلماء الذين لا يشق لهم غبار؛ ومنهم: الحُفَّاظ: ابن دحية، والعز، والعلائي، والعراقي، وابن ناصر الدين الدمشقي، والناجي، والسيوطي، وابن كثير.