قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يتخلى عنها أولو العزم من الرسل.. خطيب المسجد الحرام: النبي صاحب الشفاعة العظمى

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه يجب علينا الإيمان بأن النبي - صلى الله عليه وسلم- صاحب الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل.

صاحب الشفاعة العظمى

وأوضح“خياط”خلال  خطبة الجمعة الثانية من ربيع الأول من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أن الصادق في محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بد أن تظهر علامة صدقه، وإلا كانت دعوى لا بينة عليها، ، كما محبته محبة تفوق محبة الوالد والولد والناس كافة، منوهًا بأن نعم الرب كثرت على عباده، وتنوعت مننه، وعظمت آلاؤه.

وتابع: فاستوجبت شكرا يعقب لهم منه المزيد، فإن النعمة العظمى -بعد نعمة الهداية إلى دين الله القويم وصراطه المستقيم- المنة الربانية الكريمة، ببعثة هذا النبي الكريم، يقرأ عليهم آيات كتابه العظيم.

وأضاف :  ويطهرهم من ذنوبهم باتباعهم إياه، وطاعتهم له فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، ويعلمهم كتاب ربهم الذي أنزله عليه، ببيان معانيه وأحكامه، ويوضح لهم سنته التي سنها للمؤمنين، فيستنقذهم مما كانوا فيه من الضلالة، ويبصرهم بعد العماية.

واستشهد بما قال الله سبحانه وتعالى : «لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ» الآية 164 من سورة آل عمران.

مرسل إلى قومه بلسانهم

وأشار إلى أن النبي صلوات الله وسلامه عليه، مرسل من ربه عز وجل إلى قومه بلسانهم، فليس متهما عندهم، ولا يأنفون من الأخذ عنه، وهو في غاية النصح لهم، والسعي في كل ما به صلاح أحوالهم، وسعادتهم ونجاتهم، ويشق عليه ما يشق عليهم.

واستطرد : ويحب الخير لهم، ويسعى جاهدا في إيصاله إليهم، ويحرص على هدايتهم، ويكره الشر لهم، ويسعى في تنفيرهم منه، وذلك لشدة رأفته ورحمته ورفقه بهم، ولذا كان حقه صلى الله عليه وسلم على أمته مقدما على كل الحقوق، وفي الطليعة من ذلك وجوب الإيمان بأنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، فلا نبي ولا رسول بعده.

ودلل بما قال تعالى: «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍۢ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۦنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا» الآية 40 من سورة الأحزاب ، مشيرًا إلى أن الإيمان بأنه صاحب الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل.

ونبه إلى أن محبته -صلى الله عليه وسلم - محبة تفوق محبة الوالد والولد والناس كافة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".

دعوى لا بينة عليها

وأفاد بأن الصادق في محبته صلى الله عليه وسلم لا بد أن تظهر علامة صدقه، وإلا كانت دعوى لا بينة عليها، والبينة الدالة على صدق دعوى المحبة، تتجلى في علامات وأمارات، أهمها: الاقتداء به والعمل بسنته، والتأدب بآدابه في العسر واليسر والمنشط والمكره.

وواصل:  وإيثار ما صنعه صلى الله عليه وسلم على هوى النفس، ونصرة دينه، والذب عن سنته، والذود عن شرعه، وكثرة ذكره عليه الصلاة والسلام، فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره، وكثرة الشوق إلى لقائه عليه الصلاة والسلام.

ونوه بأن من صدق المحبة له عليه الصلاة والسلام، الإكثار من الصلاة عليه، فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا، كما ثبت ذلك فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم، لاسيما في المواطن التي يستحب فيها، كأول الدعاء وآخره، وعقب الأذان، وعند ذكره، وعند دخول المسجد والخروج منه، ويوم الجمعة وليلته، وفي التشهد.

وبين أنه من لوازم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته في كل شأن، وقد أمر سبحانه بها فقال: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون»، كما أنه تتحقق طاعته صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به واتباعه، والاهتداء بهديه، والاستنان بسنته، وبالتحاكم إليه في كل الأمور، والرضا بحكمه، فيما أوجب الله عز وجل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أنه القدوة الحقة لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، يستعصم بها من الضلال، ويبلغ بها ما يأمل من الرضوان، ونزول رفيع الجنان.
 

-