قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن مولد النبي ﷺ نصرة للعباد؛ وأنه مع اقتراب اليوم الثاني عشر من ربيع الأول؛ موضحًا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إلى البشرية.
ذكرى مولد النبي محمد
وقال علي جمعة: «عباد الله، أظلنا ربيع الأول الأنور، وفيه أذن الله سبحانه وتعالى أن يشرف البشرية إلى يوم الدين، خاتم المرسلين». مضيفًا: «ولد ﷺ في فجر يوم الإثنين، في مكان يبعد قليلًا عن جبل المروة، يعرف إلى الآن بمولد النبي ﷺ».
وتابع: «في هذا المكان شرف المصطفى ﷺ العالمين بقدومه بإذن الله، حضر الميلاد الشريف أربعة من النسوة، مع أم النبي ﷺ، منهم: ثويبة، وكانت جارية عند أبي لهب، وَسُمِيَ هذا الرجل بأبي لهب؛ لشدة بياضه. ومنهم: أم أيمن: بركة، وكانت جارية عند عبد الله، عند أبي النبي ﷺ».
وممن حضر: أم عبد الرحمن بن عوف، الذي كان حواري رسول الله ﷺ فيما بعد، عبد الرحمن بن عوف صلى وراءه النبي عليه الصلاة والسلام مرة، وكان يقول: «إن لكل نبي حواريًّا يصلى وراءه ذلك النبي». فالنبي ﷺ سماه بالحواري؛ لأنه صلى وراءه.
حملت ثويبة الخبر إلى عبد المطلب، جد النبي ﷺ، وكان بجوار الكعبة، وحملت الخبر إلى أبي لهب، ففرح بها، وأعتقها؛ فرحًا بالنبي ﷺ. أخرج الإمام البخاري: أن أحدهم -وفي خارج «البخاري» - هو العباس، عم النبي ﷺ.
وقد جاء في «البخاري» أن أحدهم رأى أبا لهب في المنام فقال: ماذا صنع الله بك؟ قال: أنا في النار، إلا أنه يخفف عني كل يوم إثنين، بعتقي لثويبة. يعنى لما فرح أبو لهب، وهو محكوم عليه بالنار؛ لِمَا كان منه من كفر، ومن حرب، ومن طغيان، ومن أذية لرسول الله ﷺ، حتى نزل فيه قرآن يتلى إلى يوم القيامة، لكن الله سبحانه وتعالى؛ لفرحته بمقدم النبي يخفف عنه كل يوم إثنين. أخرجه البخاري.
وشدد على أن النبي ﷺ عظيم الشأن، فَبِمَا أتانا؟؛ أتانا بمكارم الأخلاق، جاء في فجر يوم الإثنين، وكان يقول -عندما يسأل عن سر صيامه يوم الإثنين-: «هذا يوم ولدت فيه». كأنه ﷺ يعبد ربه في هذا اليوم؛ منة من الله عليه، تقتضي الشكر بالصيام، «هذا يوم ولدت فيه، وهذا يوم أرجو أن ألقى الله فيه». فانتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الإثنين أيضًا، وكان مستجاب الدعاء.
حكم الاحتفال بمولد النبي
أكدت دار الإفتاء على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، موضحة أن ذلك يعد من أفضل الأعمال وأقربها إلى الله، لأنه يعبر عن الحب والتقدير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من أصول الإيمان. وقد ذكر الله تعالى هذا الحب في كتابه الكريم حين أقسم بحياة النبي في قوله: ﴿لَعَمْرُكَ﴾ [الحجر: 72].
واستشهدت دار الإفتاء بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (أخرجه البخاري ومسلم). وعلَّق الحافظ ابن رجب على هذا الحديث بأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تعد من أساسيات الإيمان، وقد قرنها الله بمحبة ذاته عز وجل.
وأوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي يتضمن تجمع الناس لذكر الله ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، قراءة سيرته، والتصدق على الفقراء، وإطعام الطعام، وإظهار المحبة والتقدير له صلى الله عليه وسلم، فرحًا بمولده وشكرًا لله على نعمة ولادته.