شجرة فريدة من نوعها تنمو بقرية البشندي التابعة لمركز بلاط بالوادي الجديد وتسمي بشجرة “السواك” وتعد الأقرب إلى قلوب الأنبياء وخاصة أن الكثير من الأنبياء كانوا يمارسون مهنة رعى الأغنام، فكانت ثمارها بمثابة طعامهم المفضل لما يحوى من مذاق خاص له فوائد صحية وغذائية كثيرة، ذكرت فى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فى إشارة إلى عظم فوائدها وطهارة منبتها وتعتبر الشجرة والوحيدة علي مستوي جمهورية مصر العربية.
وتسمى أيضا بشجرة الأراك وتشبه في شكلها شجرة الرمان فأوراقها بيضاوية وملساء دائمة الخضرة طوال فصول السنة، وتنتشر لمسافات كبيرة على سطح الأرض والشجرة الواحدة تشبه الغابة في شكلها وأزهارها صفراء مخضرة تتوسطها، ثمرة يكون لونها في البدء أخضر ثم يحمر ليستطيب شكلها باللون الأسود ليصبح حلو الطعم لاذع المذاق.
وتنمو تلك الشجرة بصفة عامة في الأماكن الحارة والاستوائية وتكثر في أودية الصحارى وتكون قليلة في الجبال وتوجد بكثرة في السعودية خاصة في جيزان.
يقول عبد السلام عمدة القرية: الشجرة وجدها أجدادنا على هيئتها الحالية من قديم الأزل ولا يمكن الجذم بعدد سنوات عمرها الحقيقي وتعتبر ثمار شجرةِ السواك ذات فائدة طبية بالإضافة لفوائدها الغذائية المختلفة، فهي تستعمل بوصفات الطبِ البديل لعلاج عددٍ من الأمراض مثل السرطان والام المعدة، وآلام الظهر، وآلام البواسير، وأمراض، المسالك البولية.
وأكد انه يتم أكلها مطبوخاً ليساعدَ على إدرار البول ، والتخلص من غازات البطن والتخفيف من حدَة الإمساك والتقليل من آلام المفاصل والروماتيزم، حيث تداول السلف وكتب السيرة مدى ارتباطها بحياة الإنسان وتاريخ البشرية حيث كانت مصدرا رئيسيا ترعى على أغصانها وأوراقها الإبل وثمارها يأكله البشر والطيور.
وأوضح أن شجرة السواك ذكرت في الأحاديث النبوية فعن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكباث فقال (صلي الله عليه وسلم) عليكم بالأسود منه فإنه أطيب فقال أكنت ترعى الغنم قال(صلي الله عليه وسلم) نعم وهل من نبي إلا رعاها.
وأضاف أن الشجرة لا تزال تحتفظ بكامل هيئتها الزاهرة شمال قرية البشندي، ولا يصل إليها مصدر مياه ولا يعتنى بها أحد، مشيراً إلى أن ثمارها اليانعة تشبه عناقيد العنب مع اختلاف احجامها وخصوصية مذاقها اللاذع.
ولفت إلي أن الأهالي مازالوا مستبشرين بوجودها لما كانت تمثل لهم مصدرا أساسيا للتداوى من الكثير من الأمراض والعلل قبل ظهور الأدوية الصناعية حتى أن سمع من أجداده أنها قد تقي شر الإصابة من مرض السرطان، مشيراً إلى أهمية استخدام جذورها الرطبة كفرشاة أسنان طبيعية لطهارة الفم واللثة كما أشار إليها رسولنا الكريم فى مواضع كثيرة موصيا بضرورة استخدامها بشكل دورى قبل كل صلاة.
وأشار إلي أن شجرة السواك تعتبر شجرة طيبة أصبحت بمرور الوقت مزارا سياحيا وقبلة علاجية للكثير من الأجانب والمصريين مشيرا إلى انه يتم استخدام كافة ثمارها من أوراق وسيقان وجذور وثمار كوسيلة لعلاج أمراض الفم والمعدة والروماتيزم وغيرها.
وأكد أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت مدى تأثيرها في الوقاية من الأورام الخبيثة ومكافحة الأمراض المزمنة المتفشية حاليا.
وأوضح أنه يجري حاليا عمل تجربة لاستنبات شجرة السواك بمقر جمعية تنمية المجتمع المحلى بالبشندى، حيث تمت زراعة البذور من باب التجربة وبالفعل نجحت باقتدار وبدأت الشجرة فى النمو بكثافة حتى بلغ ارتفاعها المستوى القياسي لنمو الاراك وهو ما شجع أعضاء الجمعية على التوسع في تلك الشجرة التى ذاع صيتها لاستخدامها فى الحفاظ على صحة الأسنان والفم لتضمنها على مركبات ذات خصائص مضادة للجراثيم الميكروبات الفطرية التي تصيب الفم والأسنان ولارتباط الشجرة بالثقافة الإسلامية منذ عهد البعثة النبوية ولانتشار احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الحث على استخدام السواك قبل كل صلاة.