على طول سواحل البحر الأحمر، يعيش عملاق البحر المعروف بثعبان الموراى، أو كما يسميه الصيادون المحليون "الشاقة". هذا الثعبان يتخذ من الكهوف والشعاب المرجانية ذات الغطاء الكثيف مأوى له، ويتواجد بشكل خاص بالقرب من جزيرة "سيول" شمال مدينة الغردقة.
ثعبان الموراى يُعد من أكبر ثعابين السمك في البحر الأحمر، إذ قد يصل طوله إلى ثلاثة أمتار. وتحيط به العديد من الروايات التي يتناقلها البحارة والصيادون.
صراعات الصيادين مع "الشاقة"
يروي الصيادون قصصاً عن صراعاتهم مع "الشاقة" عندما تعلق الأسماك في شباكهم وتنتشر رائحة الدماء في الماء. في تلك اللحظة، ينطلق الثعبان نحو الشباك، ويقوم بابتلاع ما يجده في طريقه من أسماك، بل ويسحب الشباك معه إلى داخل الكهف. وهنا تبدأ المواجهة، حيث يضطر الصيادون لاستخدام عصيهم لضرب الثعبان وتحرير شباكهم من بين فكيه.
خطر الموراى على الإنسان
تكمن خطورة ثعبان الموراى في هجماته المفاجئة على الإنسان، خصوصاً عندما يقترب من جحره أو يحمل أسماكاً بين يديه أثناء الغوص. تشير تقارير إلى أن الموراى يمكن أن يقضم يد أو رجل الإنسان بعضة محكمة، وقد تكون العضة قاتلة إذا لم يتصرف الشخص بسرعة وحذر. ينصح الصيادون الخبراء بعدم محاولة سحب اليد أو الرجل من فم الثعبان فور العضة، بل الانتظار حتى يقوم الموراى بإعادة ضبط قبضته لتنفيذ عضة أخرى، وعندها يمكن الانسحاب بسرعة بأقل خسائر.
أكل الموراى بين الخطر والمتعة
ورغم خطورته، هناك بعض الصيادين الذين يتناولون لحم "الشاقة"، رغم احتوائه على نسبة من السموم المتراكمة في جسده. يقوم الصيادون بتجهيز لحم الموراى من خلال دعكه بالملح الخشن لإزالة المادة اللزجة ثم تقطيعه وسلقه قبل شويه على النار.
تحذيرات البيئة من التعامل مع الموراى
مع مرور الوقت، بدأ بعض الغواصين في تطوير علاقة تآلف مع ثعبان الموراى، حيث يقدمون له الأسماك والطعام ويلتقطون معه الصور، رغم أن هذه الممارسات تخالف قوانين البيئة الخاصة بالمحميات الطبيعية. وفقاً للقانون، تغيير سلوك هذه الحيوانات بسبب التعامل المباشر مع الغواصين يعرض الإنسان للخطر، حيث يربط الثعبان بين قدوم الغواص وتقديم الطعام، مما يجعله يقترب بشدة، وفي حال عدم وجود الطعام قد يصبح عدائياً.
خاتمة
تظل خطورة الموراى قائمة، سواء عبر الهجمات المتعمدة أو الأخطاء الناجمة عن الفضول. وتوصي الخبرات المحلية بعدم الاقتراب من كهوفها أو حمل الأسماك بالقرب منها لتجنب الهجمات. في حالة الإصابة، يجب إيقاف النزيف فوراً وتنظيف الجرح، مع إعطاء المصاب مضادات حيوية ومضاد للتيتانوس لتجنب العدوى.