سؤال طُرِح على دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي حول حكم صلاة تحية المسجد بعد صلاة العصر.
السائل استفسر قائلاً: "دخلت المسجد بعد صلاة العصر، فهل أصلي تحية المسجد أم لا؟"
في ردها، أوضحت دار الإفتاء أن صلاة تحية المسجد هي ركعتان يؤديهما من يدخل إلى المسجد (عدا المسجد الحرام)، إذا كان متوضئًا وينوي الجلوس وليس المرور فقط.
يستحب أداؤها قبل الجلوس استنادًا لما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ»، والذي رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية أخرى عن مسلم، قال رسول الله لسليك الغطفاني: «يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا».
أما بخصوص الصلاة بعد العصر، فقد بيّنت دار الإفتاء أن هناك نهيًا عن صلاة النافلة بعد العصر، مستندة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ»، كما ورد في الصحيحين.
لكن استثنى الشافعية الصلوات التي تؤدى لسبب معين، كصلاة الكسوف، الاستسقاء، ودخول المسجد، لأن هذه الصلوات ترتبط بأسباب طارئة.
كما ذكر الإمام النووي في "روضة الطالبين" أن هناك نوعين من النوافل: النوع الأول هو الذي يُفعل بسبب طارئ، مثل صلاة الكسوف وتحية المسجد، والنوع الثاني هو النوافل المؤقتة بوقت محدد.
ومن جانبه، أكد الخطيب الشربيني أن الصلاة في الأوقات المكروهة، مثل بعد صلاة العصر، تكون جائزة إذا كانت لها سبب شرعي.
بناءً على ذلك، أكدت دار الإفتاء أن صلاة تحية المسجد بعد صلاة العصر جائزة، باعتبارها من الصلوات التي لها سبب مشروع.