كشفت صحيفة "أكسيوس" الأمريكية عن عملية إسرائيلية في سوريا ضد مصنع صواريخ إيراني تحت الأرض، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

تدمير مصنع إيراني في سوريا

وقالت صحيفة "أكسيوس" إن وحدة النخبة في قوات الاحتلال الإسرائيلية نفذت غارة غير عادية للغاية في سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع ودمرت مصنعًا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض تدعي إسرائيل والولايات المتحدة أنه تم بناؤه بواسطة إيران، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على العملية.

وزادت الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل مع تكثيف الصراعات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن غارة يوم الأحد كانت أول عملية برية يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا.

وأوضحت أن عملية تدمير المصنع يمثل ضربة كبيرة لجهود إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية.

وقالت المصادر لـ"أكسيوس" إن الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت بشكل غير عادي بشأن هذا الأمر ولم تعلن مسؤوليتها حتى لا تثير رد فعل انتقامي من سوريا أو إيران أو حزب الله.

رفض المتحدثون باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء التعليق.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية ومنظمة المعارضة السورية بشن غارات جوية كثيفة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي مساء الأحد بالتوقيت المحلي في عدة مناطق غرب سوريا، بما في ذلك بالقرب من مدينة مصياف، القريبة من الحدود مع لبنان.

وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن 16 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب 40 آخرون، وأدانت الغارات الجوية ووصفتها بأنها "عدوان صارخ" كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم ووصفته بأنه "إجرامي".

يوم الأربعاء، أفادت قناة تلفزيونية سورية معارضة وخبيرة يونانية في شؤون الشرق الأوسط إيفا جيه كولوريوتيس أن الغارات الجوية كانت غطاء لعملية برية إسرائيلية في مصياف.

وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية لصحيفة أكسيوس أن وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي شالداج نفذت غارة ودمرت المنشأة.

وقال مصدران إن إسرائيل أطلعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مسبقًا على العملية الحساسة ولم تعارضها الولايات المتحدة، ولم يستجب البيت الأبيض لطلب التعليق.

وقال مصدر إن الوحدة الخاصة الإسرائيلية فاجأت الحراس السوريين في المنشأة وقتلت العديد منهم خلال الغارة، لكن لم يصب أي إيراني أو مسلح من حزب الله بأذى.

وكشف مصدران أن القوات الخاصة استخدمت متفجرات أحضرتها معها من أجل تفجير المنشأة تحت الأرض، بما في ذلك الآلات المتطورة، من الداخل.

وقال مصدر إن الغارات الجوية كانت تهدف إلى منع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.

إمداد حزب الله بالصواريخ

وأفصح مصدران على دراية مباشرة لـ"أكسيوس" عن أن الإيرانيين بدأوا في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع حزب الله وسوريا في عام 2018 بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.

ووفقًا للمصادر، قرر الإيرانيون بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون منيعًا أمام الضربات الجوية الإسرائيلية.

وادعى المصدران أن الخطة الإيرانية كانت إنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان حتى تتم عملية التسليم إلى حزب الله في لبنان بسرعة وبأقل خطر من الغارات الجوية الإسرائيلية.

واكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي "الطبقة العميقة". وقال أحد المصادر إن الإسرائيليين أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بغارة جوية وسيحتاجون إلى عملية برية.

وقال أحد المصادر إن الجيش الإسرائيلي فكر في إجراء العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة لكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية.