يحتفي المسلمون الأحد بذكرى مولد النبي 2024؛ ويكثر البحث مع هذه الذكرى عن أسماء النبي محمد في القرآن، حيث يتساءل البعض هل الحق والحنيف من أسماء النبي محمد في القرآن؟، وفي جواب هذا الأمر نرصد ما ذكره الدكتور علي جمعة.
أسماء النبي محمد في القرآن
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في بيانه أسماء النبي محمد في القرآن، وهل من بينها اسم الحق والحنيف الواردين في القرآن الكريم، الآتي:
1- الحق صلى الله عليه وسلم: ذكره القاضي عياض، وابن دحية قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} {حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ}. {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} على أحد القولين أن الحق هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: {وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ}.
وفي حديث دعاء قيام الليل "ومحمد حق" أي : متحقق صدقه ونبوته.
وبين أنه فرق الإمام فخر الدين بين الصدق والحق ؛ بأن الصدق نسبة الشيء إلى الواقع ، والحق نسبة ما في الواقع إلى الشيء.
2- الحنيف صلى الله عليه وسلم: ذكره ابن دحية ، قال تعالى : { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}. والحنيف : المائل عن الأديان كلها إلى الدين الحق . وقيل : المسلم . وقيل : الحاج. وروى أحمد حديث : "بعثت بالحنيفية السمحاء".
قال الصالحي : الحنيف : المائل إلى دين الإسلام الثابت عليه ، من "الحنف" محركا ، أو المائل عما عليه العامة إلى طريق الحق والاستقامة ، أو المستقيم. قال تعالى : {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}. جوز بعضهم جعل {حَنِيفًا } حالا من الضمير العائد عليه ﷺ وهو الطاهر ، قال في النهاية : حديث "خلقت عبادي حنفاء" أي : طاهرين من المعاصي ، لا أنهم كلهم مسلمون ، لقوله تعالى : {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ }.أ.هـ.
ما هو اسم النبي كاملا؟
جاء في اسمه صلى الله عليه وسلم،أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هَاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّةَ بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غالِب بن فِهْر بن مالِك بن النَّضْر بن كِنَانَة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلْيَاس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدنان، ويختِمُ اسمُ قبيلَتِه قُريش.
أسماء النبي محمد
صنف العلماء في أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعددها مصنفات كثيرة، وخصص المصنفون في السِيَّر والشمائل أبوابًا لبيان أسمائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كما فعل القاضي عياض في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، وأوصل بعضهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نحو ثلاثمائة اسم، وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقالوا : «لله ألف اسم ، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألف اسم»،قال الإمام ابن حجر: «نقل ابن العربي في شرح الترمذي عن بعض الصوفية أن لله ألف اسم، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألف اسم».
ثبت في أحاديث صحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ظاهره تحديد عدد أسمائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحديث جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ»رواه البخاري،قال الحافظ ابن حجر: "والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يُسَمَّ بها أحد قبلي، أو مُعَّظمة، أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها ،وفي رواية مسلم: أنّ النّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قدَمَيَّ، وأنا العاقِب ـ والعاقِبُ: الذي ليس بعده نبيٌّ ـ، وقد سماه الله رَؤوفًا رحيمًا » رواه مسلم .