هل يوجد حديث صحيح عن مولد النبي ؟، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، حيث كثر مع اقتراب المولد النبوي الشريف الحديث عن حكم الاحتفال به وهل يوجد حديث صحيح عن المولد؟
هل يوجد حديث صحيح عن مولد النبي؟
«شرع لنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنس تذكر النبي والفرح به؛ ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني أنه خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنُمَجِّدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».
الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أمر مشروع ومتفق عليه بين المسلمين -بحسب أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور محمود شلبي، مشيرًا إلى أن الاختلافات التي قد تطرأ تكون في تفاصيل وطرق الاحتفال.
وبين أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس محل خلاف بين المسلمين، بل هو أمر مشروع، حيث قال: "الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المشروعة والمباحة.. الاختلاف يقع في الهيئة والطريقة التي يتم بها الاحتفال".
وفي شأن الحديث عن الأدلة الشرعية للاحتفال بالمولد النبوي، فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: فيه ولدت، وفيه أنزل علي»، رواه مسلم، والبيهقي. ورواه ابن خزيمة بلفظ: «بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليه عمر، فقال: يا نبي الله، صوم يوم الإثنين؟ قال: يوم ولدت فيه، ويوم أموت فيه».
وروي في حديث شريف “أنَّ أعرابيًّا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَومِه.. فذكَرَ الحديثَ، إلَّا أنَّه قال: صَومِ الاثنَينِ؟ قال: ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزِلَ علَيَّ فيه”. وثبت في صحيح مسلم؛ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه-: (وَسُئِلَ -صلى الله عليه وسلم- عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ، قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ).
هل يوجد حديث صحيح عن مولد النبي؟
صح عن ابن عباس، وقيس بن مخرمة -رضي الله عنهما- أنهما قالا: (وُلِدَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عامَ الفيلِ). "أخرجه الحاكم، صحيح"
كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ورُؤْيا أمِّي الَّتي رأَتْ أنَّه خرَجَ منها نورٌ أضاءَتْ له قُصورُ الشَّامِ)، "أخرجه الحاكم، صحيح" كما أنه ولد -صلى الله عليه وسلم- رافعًا رأسه إلى السماء: (فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ؛ وقَع واضعًا يدَه بالأرضِ، رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ). "أخرجه ابن حبان، صحيح".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي». متفق عليه. وروي أيضا عن النبي أنه قال «بعثت من خير بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه». رواه البخاري.
وقال صلوات ربي وسلامه عليه: «إن الله خلق الخلق، فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا». رواه الترمذي. أيضا: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». رواه مسلم.
وختامًا روى ابن سعد رحمه الله عن عبد الرحمن بن جبلة الكلبي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا النبي الأمي الصادق الزكي، الويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني، والخير كل الخير لمن آواني وآمن بي وصدق قولي وجاهد معي”.