رئيس شركة بوينج عن المنطقة وأفريقيا لـ صدى البلد:
- معرض مصر الدولي فرصة لترسيخ نفسها لاعبا رئيسيا في قطاع الطيران والفضاء العالمي
- علاقتنا مع مصر وطيدة منذ عقود.. والناقل الوطني يشغل ضمن أسطوله 41 طائرة من صناعة بوينج
- استثمرنا 2 مليون دولار في مجال العلوم التكنولوجية والهندسة لتنمية مهارات القوة العاملة في مصر
- بوينج تتعاون مع مصر لتعزيز الوقود المستدام في النقل الجوي ومصر للطيران سجلت إنجازًا في هذا الاتجاه
- نسعى لإيجاد فرص جديدة في منطقة الشرق الأوسط تحديدًا بعد النمو المتسارع لسوق الطيران في الخليج
- الطائرات الكهربائية ستحدث ثورة في النقل الجوي والسياحة بمنطقة الشرق الأوسط
أكثر من نصف قرن من الزمان يعود تاريخ العلاقة الثنائية الوطيدة التي تربط شركة بوينج العالمية مع مصر بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكلٍ عامٍ، سنوات طويلة من الزهو والتطور وعقد الصفقات الناجحة في تاريخ الطيران التجاري والدفاعات العسكرية أيضًا، جعلت من بوينج العالمية ليست مجرد عميل تجاري فحسب بالنسبة لمصر، بل جعلت من بوينج شريكًا أساسيًا في مراحل التطور الذي شهده قطاع الطيران المدني المصري على مدار عقود ماضية، كان يحلق فيها أسطول الناقل الوطني المصري - مصر للطيران - عاليًا في سموات العالم بطرازات طائراته المختلفة التي أنتجتها الشركة العالمية.
العقود الماضية بين بوينج ومصر، كانت شاهدة على وثاقة هذا التعاون الممتد، ليس فقط للسنوات الماضية ولكن أيضا لعقود وعهود جديدة قادمة، وهو ما ترجمته بوينج العالمية، بحرصها على التواجد بقوة بأحدث منتجاتها لمؤازة مصر ومشاركتها وضع النواة الأولى لمعرضها الدولي - معرض مصر للطيران والدفاع والفضاء 2024 - ، الذي استضافته مدينة العلمين مطلع سبتمبر الجاري.
على هامش هذا المعرض، كان لـ صدى البلد، لقاء خاص مع كولجيت غاتا-أورا، رئيس شركة بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وآسيا الوسطى، تحدث خلال عن حجم العلاقات التي تربط بوينج مع مصر والصفقات الثنائية أيضًا وحجم الاستثمارات التي ضختها الشركة العالمية في السوق، ليس مصر فحسب بل تحدث “كولجيت " عن منطقة الشرق الأوسط أيضا ومستقبل الطيران التجاري والطيران العامودي الذي بدا يظهر بقوة في بعض الأسواق الخليجية كأداة ترويجية للسياحة العالمية في المنطقة.
إلى نص الحوار..
– في البداية.. كيف يرى كولجيت إقدام مصر على إطلاق معرض دولي خاص بصناعات الطيران والدفاع والفضاء في هذا التوقت؟
نحن سعداء جداً بهذه الخطوة المهمة التي اتخذتها مصر بإطلاق معرض دولي خاص بقطاع الطيران والفضاء، والتي تأتي في توقيت مثالي نظراً للنمو والتطور الملحوظين اللذين شهدهما قطاع الطيران المصري على مدار العقد الماضي.
وتشكل استضافة هذا المعرض فرصة لعرض منجزات مصر في هذا المجال، وترسيخ نفسها كلاعب رئيسي في قطاع الطيران والفضاء العالمي، كما تؤكد هذه الخطوة إلتزام مصر الراسخ بتعزيز الابتكار وتوسيع نطاق تأثيرها في مجالي الطيران والفضاء.
– وماذا يمثل تواجد مثل هذه المعرض الدولي في مصر وهي قلب منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لـ بوينج؟
بالنسبة لشركة بوينج، يمثل هذا المعرض فرصة قيّمة للتواصل مع شركائنا في مصر والمنطقة وتسليط الضوء على جميع مساهماتنا في بناء منظومة الطيران والفضاء بالمنطقة؛ سواء من خلال منتجاتنا وخدماتنا المتطورة، أو عبر التزامنا الراسخ بالابتكار والاستدامة، أو برامجنا المجتمعية المؤثرة.
– كيف تصفون علاقة بوينج الحالية مع مصر بشكل عام والناقل الوطني مصر للطيران بشكل خاص؟
ترتبط بوينج مع مصر بعلاقة وطيدة تمتد لأكثر من ستة عقود وتشهد نمواً مستمراً، وتتسم هذه العلاقة بالتنوع، حيث تشمل كلاً من القطاعين التجاري والدفاعي، وتُشغل مصر للطيران، الناقل الوطني، عدداً كبيراً من طائرات بوينج، بما فيها طائرات دريملاينر 800-737 و300-777 و9-787، وتقدمت مصر للطيران، لنا مؤخراً طلباً لشراء 18 طائرة من طراز بوينج737 MAX 8 خلال معرض دبي للطيران، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي تضعها مصر في بوينج لتلبية احتياجاتها في مجال الطيران.
إضافة إلى ذلك فإن الناقل الوطني المصري - مصر للطيران - تشغل حالياً أسطولاً مكوناً من 28 طائرة من طراز 737 -800، وسبع طائرات من طراز 787 دريملاينر، وستة أخرى من طراز 777-300ER. وتعكس هذه الطلبات الجديدة لشركة مصر للطيران وأسطولها الحالي، الشراكة القوية والدائمة التي تربطنا، كما أنها تبرز التزامها بتوسيع وتطوير عملياتها من خلال رفد أسطولها بأحدث طرازات بوينج.
– إذا تحدثنا عن حجم الاستثمارات لشركة بوينج في مصر.. كم تعادل؟
لو تحدثنا عن العقد الأخير، فقد استثمرنا منذ عام 2007 ما يصل إلى 2 مليون دولار في مصر ولم يقتصر إلتزام بوينج تجاه مصر على إمدادها بالمروحيات فقط، بل تم التركيز على تعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتطوير مهارات القوى العاملة المحلية، وتعزيز روح ريادة الأعمال، مما أثر بشكل إيجابي على حياة أكثر من 21,000 شخص، وتُبرز هذه المبادرات تفانينا في دعم احتياجات مصر، وكذلك المساهمة في تنمية اقتصادها بشكل عام.
– كيف تنظرون إلى سوق النقل الجوي والطيران في منطقة الشرق الأوسط، تحديداً دول الخليج؟ ما هو تقييمكم للنمو والانفتاح الذي يشهده القطاع في الخليج وتأثير هذا على منطقة الشرق الأوسط ككل؟
سوق النقل الجوي والطيران في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في دول الخليج، شهد نمواً ملحوظاً على مدى العقود القليلة الماضية، فقد سجل قطاع الطيران في هذه المنطقة ازدهاراً قوياً كان أبرزه في دول الخليج، وقد تمكنت شركات الطيران الرائدة في الشرق الأوسط من توسيع نطاق وصولها وعملياتها، مما ساهم في تحويل مدن مثل دبي والدوحة إلى مراكز عبور جوي عالمية، مدعومةً في ذلك بالتنمية الاقتصادية القوية والخطط الوطنية الطموحة، مما أضاف زخماً إلى الطلب على خدمات السفر الجوي والشحن.
كما نشهد في المملكة العربية السعودية طلباً متزايداً من شركات الطيران الناشئة مثل طيران الرياض، وهو ما يعكس الطبيعة الديناميكية لقطاع الطيران في المنطقة، وبوينج تتمتع بحضور طويل الأمد في الشرق الأوسط، ونحن ملتزمون بتعزيز شراكتنا مع دول المنطقة ودعم تطورها، والمساهمة في تشكيل مستقبل الطيران في هذه السوق سريعة التطور.
– ما خطط بوينج القادمة في المنطقة .. هل هناك شراكات أو صفقات جديدة أو تعزيز للعمليات في المنطقة؟
في ظل النمو السريع والطلب المتزايد على الطائرات في منطقة الشرق الأوسط، تسعى بوينج لاستكشاف الفرص المتاحة لتوسيع حضورها في المنطقة، ومواءمة استثماراتها بما يحقق أفضل فائدة لعملائها، على سبيل المثال، أعلنا في مايو عن إبرام اتفاقية مع وكالة ترويج الاستثمار في قطر (استثمر قطر) لإنشاء مركز للطيران والفضاء في الدوحة، والذي سيركز على النهوض بقطاع الطيران والفضاء المحلي وتطوير قوة عاملة محلية ماهرة.
ويكمن هدفنا الأساسي في تلبية احتياجات قطاع الطيران في المنطقة، إلى جانب تمتين شراكاتنا مع أصحاب المصلحة المحليين، ومن خلال استكشاف هذه الفرص، نسعى إلى دعم عملائنا وتوفير قيمة أكبر في هذه السوق الديناميكية سريعة النمو.
– لو تحدثنا عن المبادرات والبرامج التي أطلقتها بوينج بهدف تعزيز الاستدامة للرحلات الجوية ودعم الاقتصاد الأخضر.. هلّا حدثتمونا عن هذا الاتجاه؟
هناك برنامج بوينج EcoDemonstrator، يواصل تحقيق تقدم ملحوظ في تعزيز الكفاءة التشغيلية والاستدامة للرحلات الجوية، وتتمثل أحدث تطورات البرنامج في اختبار وتعزيز استخدام وقود الطيران المستدام، إذ تدرك بوينج، بالتعاون مع السلطات المصرية، أهمية وقود الطيران المستدام كحل رئيسي للحد بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحفز الاقتصاد الأخضر ونمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة.
وفي عام 2019، سجلت مصر للطيران إنجازاً مهماً على صعيد استخدام وقود الطيران المستدام، حيث تمكنت من إتمام أطول رحلة لطائرة دريملاينر 787 في العالم باستخدام الوقود الحيوي، سلط هذا الإنجاز الضوء على الإمكانيات الكبيرة للوقود الحيوي، كما عزز أيضاً شراكة بوينج ومصر للطيران الرامية لدعم ممارسات الطيران المستدام، وستواصل الشركتان مستقبلاً تعاونهما لحفز توريد واستخدام الوقود الحيوي، مؤكدين بذلك التزامنا الراسخ ببناء قطاع طيران أكثر استدامةً وكفاءة.
– لو تحدثنا عن الطائرات المروحية التجارية ومستقبلها في المنطقة لا سيما مع توجه العديد من شركات الطيران في الخليج لاستخدامها للترويج السياحي؟ ما هي خطط بوينج تجاه هذا المجال؟
شركة بوينج لا تنتج طائرات مروحية للقطاع المدني، ولكن طائرات الركاب الخاصة بنا تلعب دوراً حيوياً في دعم قطاع السياحة في المنطقة، حيث تنقل سنوياً ملايين السياح إلى وجهات مختلفة في الشرق الأوسط، ومؤخرا بدأت العديد من الأسواق الرئيسية في المنطقة، ومنها المملكة العربية السعودية، تتجه إلى توسيع عروضها السياحية وتعزيز أساطيلها الجوية، بالإضافة إلى إطلاق شركات طيران جديدة لتلبية احتياجات عدد متزايد من المسافرين بغرض الترفيه، وتختار هذه الشركات طائرات بوينج لتكون جزءاً أساسياً من التجربة السياحية.
وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نلعب دوراً حيوياً في تطوير تكنولوجيا الرفع العمودي من خلال شراكتنا مع شركة Wisk لتطوير طائرات الأجرة ذاتية القيادة eVTOL (طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية)، حيث تتمتع هذه الطائرات الكهربائية المبتكرة بإمكانات هائلة تُسهم في إحداث ثورة في عالم النقل والسياحة في المنطقة، حيث تقدم وسيلة جديدة ومستدامة لاستكشاف الوجهات الرئيسية والربط بينها، وتسير أعمال تطوير هذه الطائرات على قدم وساق، ونتوقع لها أن توفر إضافة قيّمة لوسائل النقل الحالية، مما يسهم في تطوير مشهد النقل بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط.
– في الختام.. لو تحدثنا عن حرب تكسير العظام الشرشة التي تواجهها بوينج مؤخرًا وما يتم نشره من تقاير تتعلق بالسلامة حول بعض الطرازات مثل 777 و 737 ماكس.. كيف تنظرون لهذه الحرب؟ وما الاتجاهات التي تسير فيها بوينج من أجل وضع حد لها؟
تضع شركة بوينج السلامة والجودة في مقدمة أولوياتها، ونركز في شركتنا على تنفيذ خطة السلامة والجودة التي تم وضعها تحت إشراف هيئة الطيران الفيدرالية، بناءًا على آراء وأفكار موظفينا لتعزيز نظام إدارة السلامة والجودة لدينا.
بالتأكيد نعمل كل يوم لاستعادة استقرار الإنتاج كي نتمكن من تسليم طائرات آمنة وعالية الجودة لعملائنا، وكلنا ثقة بأن مستقبل أعمالنا سيكون مشرقاً بفضل الطلب القوي في السوق على منتجات ومنصات محفظتنا والتقدم الذي نحرزه لتحسين الأداء وتقديم الأفضل لعملائنا.