وسط زحام الحياة وصخب المدينة، تطل علينا قصة سيدة من الغردقة تمثل نموذجًا نادرًا للعطاء والتفاني. إيمان، سيدة كرست جزءًا كبيرًا من حياتها لخدمة القطط المصابة والمشردة التي لا تجد من يرعاها. بروح مفعمة بالرحمة، أطلقت إيمان مشروعها الإنساني الصغير، متحملة مسؤولية توفير مأوى وعلاج لتلك الحيوانات التي تركها المجتمع خلفه.
بدأت رحلة إيمان منذ سنوات حين كانت تمر في شوارع المدينة وترى القطط المصابة والمهملة. في لحظة من اللحظات، قررت أنها لن تقف متفرجة، فبادرت بجمع هذه القطط في بيتها الصغير، ووفرت لها العلاج والرعاية على نفقتها الشخصية. ومع تزايد عدد القطط وزيادة احتياجاتها، اضطرت إيمان لاستئجار منزل جديد خصيصًا لاستيعاب هذا العدد المتزايد من القطط. تحملت تكاليف تصل إلى أكثر من 3 آلاف جنيه شهريًا، تغطي الطعام والعلاج واللوازم الأساسية لتلك القطط.
إيمان، التي تعتبر نفسها أمًا ليس فقط لأبنائها الخمسة، ولكن أيضًا لكل القطط التي ترعاها، تتحدث بشغف عن دور أطفالها في مساعدتها. تقول إنهم قد ورثوا عنها حب الحيوانات، حيث يشاركون في الرعاية اليومية للقطط. رغم جميع التحديات المالية والعملية، تؤكد إيمان أن ما تفعله ليس من أجل أي مكاسب مادية، بل تعتبره عملًا إنسانيًا خالصًا يقربها من الله ويمنحها السعادة والراحة الداخلية.
تعتبر القطط التي ترعاها إيمان أكثر من مجرد حيوانات، فهي تعيش معها كأفراد من عائلتها. كل قطة لها قصة مؤثرة، لكن أكثر ما يثير الفخر في قلب إيمان هو رؤية تلك القطط تستعيد صحتها بفضل رعايتها، مشيرة إلى أن هذا هو أفضل مكافأة يمكن أن تحصل عليها.
قبل فترة قصيرة، توسعت جهود إيمان لتشمل إنقاذ كلب تعرّض لحادث سير أدى إلى كسر في حوضه. لم تتردد لحظة في نقله إلى الطبيب البيطري وعلاجه على نفقتها الخاصة. تعتبر إيمان هذه المبادرات جزءًا من رسالتها في الحياة، وهي تؤمن أن العطاء والرعاية لهذه الكائنات الضعيفة هي صدقة جارية لا تنتهي.
إيمان هي مثال حي على أن الرحمة لا تعرف حدودًا، وأن في هذا العالم ما زال هناك من يخصص جزءًا من وقته وموارده لمساعدة الكائنات التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها. وسط تحديات الحياة اليومية، تمثل إيمان نورًا من الأمل يجسد قوة الحب والعطف التي يمكن أن تغير حياة من حولنا، سواء كانوا بشرًا أو حيوانات.