تنفرد قرية دلاص التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بنى سويف والتي تضم في مبانيها أندر وأقدم المآذن الإسلامية الأثرية الرائعة ليس فقط في بني سويف فحسب بل في صعيد مصر ، خاصة أنها فاطمية الطراز طبقًا لعناصرها المعمارية والزخرفية ومادة البناء.
وتعد المئذنة أقدم مئذنة أثرية فى المحافظة، بل في الصعيد كأثر إسلامي ، وفي كتاب العمارة الإسلامية والقبطية ببني سويف في العصر الإسلامي يقول مؤلفه الدكتور أحمد عبد القوي، إن المئذنة آخر ما تبقى من جامع أنشئ في العصر الفاطمي، ولا يوجد نص أو وثيقة تحدد من منشئها.
وصدر قرار إداري بضمها إلى الآثار الإسلامية من قبل اللجنة الدائمة في 3 / 6 / 1996، وتم تجديد الحرم بتاريخ 21 / 4 / 2000، وتعتبر مادة “الآجر” المادة الأساسية لبناء المئذنة، بجانب بعض الروابط الخشبية.
وبنيت المئذنة من الآجر مع وجود بعض أحجار قليلة بالقاعدة المصمتة أو كرسي المئذنة، واستخدم في المعمار “براطيم” خشبية سميكة علي مسافات منتظمة، لتخفيف حمل البناء ذو الجدران السميكة .
كما استخدمت الأخشاب في الانتقال من مرحلة إلى المرحلة الأعلى، لتخفيف حمل البناء على القاعدة .
والمئذنة تتكون من قاعدة سفلية مربعة مبنية من الآجر بارتفاع1.5 متر، تبرز عن البدن المستطيل الذي يعلوها من الجهتين الشمالية الشرقية حوالي60 سم والجهة الجنوبية الغربية حوالي 30 سم، يعلوها البدن المستطيل بارتفاع يصل الى5.75 م، ويفصل بين المداميك روابط خشبية ويزين وسط البدن المستطيل في الجهة الشماليةالشرقية من أعلى قمرية من الجص.
ويوجد في الجهة الجنوبية الشرقية من البدن فتحة باب المئذنة وهي مستطيلة الشكل ارتفاعها 2 متر × عرض 92 سم،وفي الركن الجنوبي من البدن المستطيل يوجد طرف رباط المبنى الذي كان يمثل امتدادا لجدار المسجد القديم الملاصق للمئذنة، ويعلو البدن المستطيل بدنا مثمنا مبنيا أيضا بالطوب الآجر يبلغ ارتفاعه 5.90 م يوجد به من الجهة الجنوبية الشرقية فتحة شباك مستطيلة 1.75 م × 7.6 سم عرض، وفي الركن الجنوبي من البدن يوجد عقد منكسر مشع من الجص يتوسطه من أعلى قمرية مستديرة من الجص كما يوجد مثيلتها في كل من الاركان الشمالية والشرقيةوالغربية.
ويعلو البدن المثمن دعاماتمن الآجر صغيرة الحجم كانت تحمل جوسق المئذنة المندثر حاليًا، وكل دعامة ترتفع حوالي2 م تقريبًا وكلها مبنية من الآجر وعرضها 55 سم، وتوجد مسافة بين كل دعامة وأخرى حوالي 70 سم، وتربط بين هذه الدعامات ثماني روابط خشبية .
وتتواجد المئذنة حاليا داخل سور خاص بها وبني بجوارها مسجد جديد مستقل عنها .