احتفل دير القديس الأنبا برسوم بالمعصرة، أمس، بعيد نياحة القديس شفيع الدير، حيث صلي نيافة الأنبا ميخائيل أسقف حلوان والمعصرة ورئيس الدير، قداس العيد بالكنيسة الأثرية بالدير ذاته.
الأنبا برسوم العريان
شاركه الصلوات عدد كبير من الآباء كهنة الإيبارشية، وسط حضور شعبي كثيف، ومكرسات دير القديس الأنبا برسوم.
وحسب كتاب السنكسار الذي يدون سير الآباء القديسين و الشهداء، أن القديس الأنبا برسوم العريان ولد بمصر وكان والداه يسمي الوجيه مفضل كاتب الملكة شجرة الدر. وأمه من عائلة التبان ولما تنيح أبواه استولي خاله علي كل ما تركاه له فلم ينازعه بل ترك العالم وعاش عيشة الأبرار السواح خارج المدينة خمس سنوات يقاسي حر الصيف وبرد الشتاء ولم يكن يلبس سوي عباءة من الصوف مقتديا في ذلك بالقديس الأنبا بولا أول السواح.
وحبس نفسه في مغارة داخل كنيسة القديس مرقوريوس أبي السيفين مدة عشرين سنة ملازما الأصوام والصلوات ليل نهار بلا فتور، وبعدها بعدة سنوات طلع القديس من المغارة إلى سطح الكنيسة وأقام صابرا علي الحر والبرد في الصيف والشتاء حتى اسود جلده من كثرة النسك والعبادة ولبث علي ذلك نحو خمس عشرة سنة.
وفي أيامه لحق بالشعب المسيحي اضطهاد عظيم إذ أغلقت الكنائس وألزم المسيحيون بلبس العمائم الزرقاء.
أما هذا القديس فإن الوالي قبض عليه وضربه كثيرا ثم سجنه. ولما أفرج عنه ذهب إلى دير شهران، وأقام فوق سطح الكنيسة وزاد في نسكه وتقشفه ولم يستبدل عمامته البيضاء وكان حكام ذاك الوقت من أمراء وقضاة وغيرهم يزورنه ويرون عمامته البيضاء ولم يجسر واحد منهم أن يلزمه بلبس العمامة الزرقاء لان قوة الله كانت معه.
وقد اكثر القديس من الطلبة والتضرع إلى الله حتى رد غضبه عن شعبه ولما أكمل سعيه تنيح في شيخوخة صالحة في سنة 1033 للشهداء الأبرار وكان عمره إذ ذاك ستين سنة فدفنوه في دير شهران.