قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

النعم لا تدوم.. الإفتاء: الإسراف لا يقتصر على المال بل يحدث بجوانب أخرى

النعم لا تدوم
النعم لا تدوم
×

قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النعم لا تدوم لذا ينبغي حفظها بتحقيق مراد الله سبحانه وتعالى .

النعم لا تدوم

وأوضح “ وسام” في تصريح له، أن سورة الكهف تعكس دروساً قيمة في كيفية التعامل مع النعم التي يمنحها الله تعالى للإنسان، فهي تُعلمنا أن النعم تأتي في مراحل متعددة، بدءاً من نعمة الفتوة والشباب، ثم نعمة الثروة، فنعمة العلم، وأخيراً نعمة السلطة.

وحذر من الإسراف في استخدام هذه النعم واحتقارها، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى يمنح هذه النعم لتحقيق مراده، لتعيش حياة سعيدة وتُسعد من حولك، وليس لتطغى أو تتكبر أو تكسر بها خواطر الناس.

وأضاف أن النعمة لا تدوم، ولذلك فإن من الضروري فهم الحكمة من النهي عن الإسراف، فمن الناحية الشرعية، أوضح أن الإنسان مأمور بتحقيق مراد الله، حيث أن الله جعل الإنسان خليفة على الأرض.

الإسراف يحدث في جوانب أخرى

واستشهد بما قال الله تعالى في القرآن الكريم: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ)، وتقتضي هذه الخلافة التوازن في جميع الأمور، لافتًا إلى أن الإسراف لا يقتصر على المال فقط، بل يمكن أن يحدث في جوانب أخرى مثل الذنوب، الدلال.

وتابع: وبعض القيم التي قد تؤدي إلى التمادي في الإسراف، موضحا أن الحزن إذا تحول إلى غلظة، والضعف إذا تحول إلى ضعف شديد، يمكن أن يكون من صور الإسراف، لذا، فإن التعامل مع القيم والأخلاق بحكمة وتوازن ضروري لتحقيق مراد الله وتعزيز الرفاهية الشخصية والمجتمعية.

حفظ النعم

وورد أن الشكر من أهم الأسباب لحفظ النعم، والجالب لزيادتها، لذلك كان السلف – رحمهم الله- يسمون الشكر بالحافظ أي أنه طريق لحفظ النعم الموجودة، ووسيلة لجلب النعم المفقودة، وقد قال الله تعالى: ]لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡ[، فجعل الشكر عنوانا للحفظ والزيادة وإلا لكانت النعم عرضة للزوال.

وكانت دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم -: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك”، فالنعم إن لم تبادر بالحفظ والشكر فمصيرها إلى زوال، والشكر يكون بالأقوال والأفعال، فالمؤمن يشكر الله -تعالى- ويحمده بلسانه في كل يوم على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، كما يستخدم نعم الله -تعالى- في طاعته والبعد عن معصيته، وشكر النعم من صفات المؤمنين في الإسلام.

وجاء عن صهيب الرومي رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له” رواه مسلم في صحيحه.

وكان من أقوال الحسن البصري -رحمه الله- المأثورة عنه في شكر النعم: “إن الله ليُمتع بالنعمة ما شاء، فإذ لم يُشكر قلبها عليهم عذابا”، فالشكر قيد النعم، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة. ومن صور الشكر العمل، فينبغي عليك أن تنجز عملاً للآخرين تعبر لهم عن امتنانك لهم، تساعد أخاك على قضاء حاجة ما، أو تفرج عنه هماً، أو ترسم الابتسامة على وجهه، أو تدخل السرور إلى قلب طفل صغير أو قريب لك أو عزيز عليك، فإنك بذلك تؤدي شكرك بأخلاقك للمنعم عليك، فاللهم احفظ علينا نعمك، وارزقنا شكرها وتسخيرها فيما يرضيك عنّا.