أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، على توافق الرؤى مع الاتحاد الأوروبي على ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة المضطربة، مشيرا إلى موقف مصر والاتحاد الاوروبي لدعم المبادئ السامية للقانون الدولي الإنساني، فيما يتعلق بكافة الانتهاكات التي تقع علي المدنيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية.
الاتحاد الأوروبى هو أكبر داعم لغزة
وأشار الوزير في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، إلى تطرق المباحثات المشتركة إلى استمرار التنسيق في المبادرات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، متوقعًا دعم الاتحاد الأوروبي لمصر فيما يتعلق بحقوقها المائية في ظل المواقف المتعنتة للتوصل لاتفاق قانوني ملزم فيما يتعلق بالسد الإثيوبي، وكذلك دعم مواقف أوروبية متقدمة لوقف العدوان في غزة والضفة الغربية ووقفة لاحترام ميثاق الأمم المتحدة.
وتناولت المباحثات المشتركة اليوم بين الوزيرين، مسار العلاقات الثنائية والعديد من الملفات الإقليمية، على رأسها الحرب المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية الأخرى، وقوة العلاقات الثنائية وترفيعها إلي مستوي الشراكة، والتعاون في المجالات الستة في الاتفاقية التي وقع عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وكذلك انعقاد منتدي الاستثمار الأوروبي الأول الذى نتجت عنه استثمارات تجاوزت 49 مليار يورو في مختلف مجالات وقطاعات التعاون أبرزها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأدوية والزراعة والطاقة المتجددة التي تحرص مصر علي أن تكون مركزا لإنتاجها في افريقيا.
وتطرقت المحادثات إلى مشروعات الربط القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي سواء من خلال اليونان ومن خلال إيطاليا لتزويد الاتحاد الأوروبي بالكهرباء التي يتم توليدها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك مشروعات الهيدروجين الأخضر التي يتم إنتاجها وتنفيذها في مصر للمساهمة في الاستجابة لطلبات الجانب الأوروبي الذي يرغب في استيراد أكثر من 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر من دول العالم، وفي مقدمتها مصر، وكذلك التحضيرات لمؤتمر الاستثمار الثاني بين الجانبين.
وأعلن وزير الخارجية، أهمية تنفيذ الإعلان المشترك، خاصة فيما يتعلق بعقد قمة كل عامين بين الجانبين المصري والأوروبي برئاسة الرئيس السيسي من الجانب المصري ورئيسة المفوضية الأوروبية معها رئيس المجلس الأوروبي من الجانب الأوروبي.
كما تحدث الوزيران عن تدهور الأوضاع الإنساية في غزة والضفة الغربية، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، ومنع انتشار الصراع والتصعيد في الضفة الغربية أو في لبنان أو في المنطقة بأثرها والحيلولة دون انزلاقها إلى حرب إقليمية، بالإضافة إلى بحث ضرورة تنفيذ حل الدولة الفلسطينية وإقامتها في أسرع وقت ممكن على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
من جانبه أشاد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية جوزيب بوريل، بجهود مصر التي تستهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة العمل المستمر على تحسين الوضع الإنساني بالقطاع، ودعم مصر وقطر والولايات المتحدة في وساطتها لوضع اتفاق لوقف إطلاق النار الذى تم الإعلان عنه ، مشيرًا إلى أن سبب عدم الوصول إلى حل حتى الآن، أن من يشنون الحرب لا يريدون إنهائها لكنهم يتظاهرون فقط بذلك، كما يتم تجاهل قرارات المحكمة الجنائية الدولية والقانون الدولى الإنسانى.
وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبى هو أكبر داعم لغزة وأكبر مانح للمساعدات الإنسانية، ولا يكتفى فقط بالأمنيات الطيبة، مشيرًا إلى أن أحدًا لا ينكر ما فعله الاتحاد الأوروبي للقضية الفلسطينية.
جوزيب بوريل في معبر رفح
وكان قد زار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، امس الاثنين، الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، حيث التقى بممثلي وكالات الإغاثة الدولية العاملة في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمام الجانب المصري من المعبر، أكد بوريل أن "الجميع هنا يسعون جاهدين لتقديم المساعدة للفلسطينيين في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في تقديم الدعم الإنساني لسكان القطاع، مع تجديد دعوته لوقف إطلاق النار.
وأعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن شكره للحكومة المصرية على جهودها وتعاونها مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدات للفلسطينيين، مؤكدا أن المؤسسات الأوروبية بذلت كل ما في وسعها لمساعدة أهالي غزة.وصف بوريل الأزمة في قطاع غزة بأنها "أزمة من صنع الإنسان"، مشددًا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي، مؤكدًا أنه "لا يوجد أي مبرر لاستمرار هذه الأزمة".
وتطرق بوريل إلى الوضع الإنساني الصعب في غزة، مطالبًا بضرورة إيجاد حل سياسي سريع، بينما اتهم إسرائيل بمنع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية، بشكل متعمد إلى القطاع.
وأعلن بوريل أنه قدم مقترحًا للاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين بسبب خطابهم التحريضي.
ومن المتوقع أن يزور بوريل لبنان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث تتزايد المخاوف بشأن احتمال تصاعد النزاع بين إسرائيل والدول المجاورة، خاصة مع اقتراب مرور عام على بدء الحرب في غزة.
دور الاتحاد الأوروبي في حرب غزة
في هذا الصدد قال المحامي والمحلل السياسي زيد الايوبي إن الفلسطينيين يحترمون الاتحاد الاوروبي ودوره في دعم القضية الفلسطينية ووقوفه إلى جانب المظلومين المدنيين في قطاع غزة وهذا يتضح من خلال التصريحات الواضحة تجاه ما تقوم به اسرائيل بقطاع غزة والضفة الغربية مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي يقدم الكثير من الدعم المعنوي والمادي والاعلامي للقضية الفلسطينية والسياسي ولكنه لم يعترف بدولة فلسطين حتى الآن، ولكن هناك بعض الدول الاوروبية التي اعترفت ولكن الاتحاد نفسه لم يعترف بدولة فلسطين.
واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" نحن نحترم مواقفهم ولكن نريد مواقف متقدمة اكثر باعتراف الاتحاد الاوروبي كمنظمة اقليمية بدولة فلسطين، وعدم شرعية الاحتلال الاسرائيلي ، ونتطلع اكثر كفلسطينيين لاقامة علاقات قوية مع الدول الاوروبية والاتحاد الاوروبي وتكوين علاقات دبلوماسية وسياسية وشعبية .
وتابع: حديث جوزيب بوريل أرق الاسرائيليين كثيرا بدليل انهم ابلغوه بانه لا يستطيع زيارة اسرائيل في 14-15 سبتمبر الجاري وهذا يدل على امتعاض اسرائيل من دوره ، لافتا إلى ان كل دولة تتعامل مع اسرائيل وفقا لمصالحها، وبالتالي لابد من ان يعمل الاتحاد الاوروبي وجوزيب بوريل وكل هيئة الاتحاد الاوروبي على توحيد المواقف الاوروبية تجاه فلسطين.
واردف : الاتحاد الاوروبي يمتلك ادوات ضغط من خلاا مقاطعة اسرائيل اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا والوقوف ضد سياساتها وجرائمها، وهذه مواقف يجب ان يتم تبنيها باعتبارها ادوات ضاغطة على الاحتلال الاسرائيلي.