مناظرةٌ تاريخيةٌ ينتظرُها العالمُ قبلَ الداخلِ الأمريكيِّ بينَ مُرشحةِ الحزبِ الديمقراطيِّ لانتخاباتِ الرئاسةِ كامالا هاريس وغريمِها الجمهوريِّ دونالد ترامب، والتي سَتُجرَى في أجواءٍ انتخابيةٍ ساخنةٍ بمدينةِ فيلادلفيا الواقعةِ بولايةِ بنسلفانيا.
الانتخاباتِ الأمريكيةِ
المناظرةُ بين هاريس وترامب تُعَدُّ الأولى بينَهما قبلَ الاستحقاقِ الرئاسيِّ في نوفمبرَ المقبل، كما أنَّها تشكلُ نقطةَ تحولٍ مهمةً في مجرياتِ الانتخاباتِ الأمريكيةِ، إذ تأتِي في وقتٍ يشتدُّ فيه الصراعُ بينَ المرشحِ الجمهوريِّ ونظيرتِهِ الديمقراطيةِ، إذ تَرَى هاريس المناظرةَ فرصةً لتقديمِ نَفسِها بشكلٍ أفضلَ للناخبينَ المترددينَ الذين لا يعرفونَها جيدًا بالمقارنةِ مع ترامب.
كامالا هاريس
"هاريس" سبقَ أن اكتسبَتِ الكثيرَ مِنَ الخبرةِ في مناظراتِ مجلسِ الشيوخِ الأمريكيِّ، وقبلَ ذلك كمدعيةٍ عامةٍ في محاكمِ كاليفورنيا، إذ تتمثلُ المهارةُ الأساسيةُ في تسليطِ الضوءِ على نقاطِ ضَعفِ الخصمِ، إلا أنَّ مناظرتَها ضِدَّ ترامب تُعتَبَرُ التحديَ الأكبرَ الذي يتعينُ على هاريس مواجهتُهُ منذ دُخولِها السباقَ الرئاسيَّ، فَمِنَ المُرَجَّحِ أن تواجهَ هاريس أسئلةً صعبةً حولَ سياساتِها من قِبَلِ المشرفينَ على الحدثِ، كما ينتقدُها البعضُ لما يرونَهُ إطالةً في الحديثِ أثناءَ الإجابةِ عن الأسئلة.
ترامب
على الجانبِ الآخرِ، قد يواجهُ ترامب، الذي يعتمدُ على شعبيتِهِ الثابتةِ بينَ قاعدتِهِ الانتخابيةِ، تحدياتٍ كبيرةً إذا نجحَت هاريس خلالَ تلكَ المناظرةِ في توجيهِ انتقاداتٍ قويةٍ له، خاصةً فيما يتعلقُ بقضاياه الجنائيةِ، وهو ما قد يؤدِّي إلى إعادةِ تشكيلِ النظرةِ العامةِ تجاهَه، إلَّا أنَّ مشاركةَ ترامب في سلسلتينِ من المناظراتِ الرئاسيةِ، عامَي ألفينِ وستةَ عشرَ وألفينِ وعشرينَ، أثبتَتْ أنه خصمٌ يقاتلُ بشراسةٍ وغيرُ تقليدي.
المناظرةُ المرتقبةُ تَفرِضُ حدودًا زمنيةً صارمةً، إذ تمنحُ كُلَّ مرشحٍ دقيقتينِ كحدٍّ أَقصَى للإجابةِ عن أسئلةِ المشرفينَ، بالإضافةِ إلى دقيقتينِ لتفنيدِ حُجَجِ المنافسِ، ثم يُكتَمُ صوتُ ميكروفونات كُلِّ مرشحٍ عندما يتحدثُ منافسُهُ، كما لن يكونَ هناك جمهورٌ في قاعةِ المناظرة.
مناظرةٌ يُتَوَقَّعُ لها أنْ تتسمَ بالسخونةِ، وإن كانَتِ التوقعاتُ تُرَجِّحُ أنها لن تكونَ الوحيدةَ قبلَ انتخاباتِ نوفمبرَ، لكنَّ أهميةَ تلكَ المناظرةِ تَكمُنُ في كونِها ستحسمُ على الأرجحِ قناعاتِ الملايينِ مِنَ الأمريكيينَ الناخبينَ، لاسيما المتأرجحينَ بينَ الحزبين.