تنطلق اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة اليمن التي تتولى الرئاسة خلفا لموريتانيا.
مجلس جامعة الدول العربية
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما يحدث في قطاع غزة يمثل مأساة بكل المقاييس، حيث وصلت أعداد الشهداء إلى 41 ألفًا، بينما يُعتبر نحو 20 ألفًا في عداد المفقودين تحت الأنقاض، مشيرا إلى الانتشار الواسع للأوبئة والأمراض داخل القطاع، بالإضافة إلى نقص في التغذية مما يتسبب في ضعف المناعة.
وأضاف الرقب لـ "صدى البلد"، أن محكمة العدل الدولية فشلت خلال 10 أشهر من الحرب في إصدار أي حكم أو التحقيق في ما وصفه بالإبادة الجماعية المستمرة، الأمر الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على تصعيد العنف والقتل، موضحا أن هذه الممارسات تمتد من غزة إلى الضفة الغربية، حيث تحدث عمليات قتل يومية.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يرى في استمرار الحرب وسيلة للبقاء السياسي، حيث أن استمرار العنف ضد الشعب الفلسطيني قد يمنحه فرصة للعودة إلى رئاسة الحكومة المقبلة في إسرائيل.
تطورات الوضع في فلسطين
وقال أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام،، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ما زال يعتمد على التصعيد العسكري لأسباب سياسية، حيث يسعى إلى تنفيذ مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإخلاء الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين.
وأشار سيد أحمد في تصريحات لـ "صدى البلد، إلى أن مخطط تهجير الفلسطينيين فشل بفضل موقف مصر، التي كانت حائط صد أمام تصفية القضية الفلسطينية، موضحا أن الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية يتسم بالتناقض، رغم استمرار الدعم الكبير لإسرائيل.
وأضاف أن بايدن أدرك أن نتنياهو لا يقوم بما يكفي لدعم الاتفاقيات، وأنه يعتبر عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاقات لتبادل الرهائن والمحتجزين، مما يكشف عن مصالح نتنياهو الشخصية، ومع ذلك، لم تترجم هذه الاختلافات إلى ضغوط حقيقية توقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.
وأشار أحمد إلى أن نتنياهو يضع مصالحه السياسية في المقام الأول ويسعى للحفاظ على منصبه، في محاولة للتغطية على فشله في تحقيق الأهداف المعلنة بعد مرور 11 شهرًا من حرب الدمار والإبادة الجماعية. مؤكدا أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب للهروب من المحاسبة السياسية والقانونية التي قد يواجهها هو وحكومته بسبب فشله في السابع من أكتوبر. وأضاف أن نتنياهو سيُحاسب أيضًا على الأضرار التي لحقت بإسرائيل بسبب الحرب، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية الكبيرة وتوقف السياحة والاستثمارات، بالإضافة إلى انعدام الأمن، خاصة في المناطق الشمالية التي اضطر سكانها للنزوح بسبب الاشتباكات مع حزب الله.