أثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، جدلاً فقهياً بعدما أباحت للفتاة خلع الحجاب أثناء الزفاف، ثم تستغفر الله تعالى، وأكدت سعاد صالح في فتواها أن العروس التي تخلع حجابها يوم فرحها ليس عليها أي إثم، وربنا يغفر لها لأنه من باب الفرحة.
وأوضحت سعاد صالح، خلال لقائها مع قناة «صدى البلد»: «أن مسألة هل يجوز للعروس خلع الحجاب في الزفاف أو كشف جزء من شعرها؟،» أنه إذا كانت العروسة تجاوزت بعض الشيء في إظهار جزء من شعرها، فهذا من باب الفرحة».
وأضافت الدكتورة سعاد صالح: «لا نريد أن نكون متربصين بالناس ونطفشهم من الدين، مشيرة إلى أنها لا تمانع أن تظهر العروس شعرها في حفل زفافها، وبعد ذلك تستغفر الله».
وجاء ذلك في تعليق الدكتور سعاد صالح على ظهور نجلة الداعية الإسلامي رمضان عبد الرازق، فى كامل زينتها دون حجاب فى حفل زفافها الذى حضره عدد من الائمة والدعاة.
استنكر الشيخ خالد الجمل، الداعية والخطيب بالأوقاف، تصريحات الدكتورة سعاد صالح، قائلاً: «كلام لا أصدق أنه يخرج من أستاذة فى العلم الشرعي وأطالب بالتحقيق فيه، وكان الله فى عون هذا الجيل فيما يسمعونه!، متسائلاً: «إن كان خلع الحجاب عند الفرح ليس إثماً، فلم تقولين أن الله سيغفره لها؟ هل هو إثم أصلاً أم ماذا؟ ولا أعرف لماذا نربط الفرح بمعصية أوامر الله تعالى؟ فمن ظن أن الطاعة لله تتعارض مع الفرح والسعادة فهو مُخطئ».
وأوضح «الجمل» في تصريح لـ«صدى البلد»: «من فعل إثمًا رغم علمه بذلك مستهيناً به فلقد ارتكب كبيرة قد تحرمه عفو الله تعالى، هذا ما قاله الله جل وعلا في شروط التوبة من المعصية، حيث قال تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّه .... ثم قال تعالى .. وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ».
هل يجوز خلع الحجاب في الأفراح
وأضاف الداعية الإسلامي ردًا على الدكتورة سعاد صالح: «الحجاب كغيره من العبادات والفروض، أمرنا الله بفعلها كل على تكليفه ومقدرته، حتى البلاغ والإعلام بها أخبرنا الله تعالى أن نذكر بها دون قهر أو إجبار، كما قال تعالى لنبيه وهو سيدنا وولينا ومن يأمر فيطاع ولكن رغم ذلك قال له ربه: «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ» بل وقال تعالى لرسوله الكريم أيضًا: «لا إكْراهَ في الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ».
لا يجوز إجبار أحد على الحجاب
وأكمل: أن كان ما سبق من وحي كريم كان لرسول الله الذي له الولاية العظمى علينا، فأولى أن يكون على من هو أدنى من مقامه الشريف -صلى الله عليه وسلم- ولاية كالوالدين أو الزوج، فنحن مأمورون بالبلاغ فقط دون سيطرة أو إجبار أو قهر لأحد على فعل عبادة ما، لذلك قد تجد شيخاً له ابنة محترمة محتشمة وغير محجبة فهذا أكبر دليل على أننا نذكر بالطاعة ولا نجبر عليها.
وألمح إلى أن المشهد الحالي عند بعض المتكلمين في الشأن الديني أصبح شديد التشويش،.فتارة نجد من يخرج علينا مدافعاً عن فنانة غضبت من أجل حرص مخرج معها على أداء الصلاة في وقتها، وظهر ليدافع عن كلامها بما يقلل من أهمية المحافظة على مواقيت الصلوات، ثم بعده يظهر غيره وهو يحرم تربية القطط فى المنزل، وبعده يظهر غيره ليسفه ويحرم عمل المرأة، كل ذلك، والأجيال الجديدة تسمع وتشاهد وتتشوش.. وإنا لله وإنا إليه راجعون».
سماحة الدين واضحة في كل أركانه
وأكد أن سماحة الدين واضحة في كل أركانه بل وعباداته أيضًا، فلا تحتاج من أحد أن يغير القواعد الفقهية الثابتة تبعا لمزاجه أو أهوائه أو حتى ثقافته دون قاعدة علمية وفقهية معتبرة مستندة إلى نص شرعي صحيح.
واختتم: إن مؤسساتنا الدينية العريقة الثلاث الأزهر والأوقاف والإفتاء كل من علمائها يبذل جهودًا كبيرة لرفعة وتجديد الخطاب الديني المعتدل، ولكننا مع الأسف نتفاجأ ببعض الفتاوى التي تخرج من أفراد نحترم أشخاصهم ونرد على أقوالهم متى كانوا لايمثلون إلا أنفسهم».
هل الحجاب فرض أم سنة ؟
حدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، 7 نقاط للإجابة عن حكم حجاب المرأة المسلمة، وهي:
1:- حِجاب المرأة فريضة عظيمة، وهو من هدي أمَّهاتنا أمَّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنَّ زوجات سيِّدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
2:- فرضية الحجاب ثابتة بنصِّ القرآن الكريم، والسُّنة النَّبوية الصَّحيحة، وإجماع الأمة الإسلامية من لدن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى يومنا هذا.
3- احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشَّرائع السَّماوية، ووافقت فطرة المرأة وإنسانيتها وحياءها.
4-حجاب المرأة لا يُمثِّل عائقًا بينها وبين تحقيق ذاتها، ونجاحها، وتميُّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.
5-لا فرق في الأهمية بين أوامر الإسلام المُتعلقة بظاهر المُسلم وباطنه؛ فكلاهما شرع من عند الله، عليه مثوبة وجزاء.
6- حِجاب المرأة خُطوة في طريقها إلى الله سُبحانه، تنال بها أجرًا، وتزداد بها قُربى، والثَّبات على الطَّاعة طاعة.
7- لا يعلم منازل العِباد عند الله إلَّا الله سُبحانه، ولا تفاضل عنده عزّ وجلّ إلا بالتقوى والعمل الصَّالح، ومَن أحسَنَ الظَّنَّ فيه سُبحانه؛ أحسَنَ العمل.