قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

احذروا الكذب.. واعظة بالأوقاف: سوء خاتمة في الدنيا ومقعد من النار بالآخرة

احذروا الكذب
احذروا الكذب
×

قالت الدكتورة نيفين مختار، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن الكذب على الله ورسوله هو أشد أنواع الكذب، منوهة إلى أن الفرق بينه وبين الكذب على الناس واضح.

الكذب على الله ورسوله

وأوضحت “مختار”، في تصريح لها، أنه عندما أقول: “قال الرسول صلى الله عليه وسلم” وهو لم يقله، فهذا يعد من الكبائر، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الذين يكذبون في الأحاديث: “من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”، وهذا صحيح.

ونبهت إلى أن “الكذب على الناس، هو عندما أكذب وأتجمل أمام الآخرين، وأقول مثلاً: الحمد لله، ما أفعل شيئاً سيئاً، بينما في الحقيقة أرتكب كل الموبقات، يظهر تصرفي بصورة تخالف الحقيقة والواقع”.

السبيل إلى حسن الخاتمة

واستشهدت بقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ(3)) من سورة الصف، لذا يجب أن يطابق قولي فعلي، لأن هذا هو السبيل إلى حسن الخاتمة إن شاء الله.

وأفادت بأن حسن الخاتمة تكون عندما يكون الظاهر مثل الباطن، أما إذا كان ما في داخلي شيئاً والظاهر شيئاً آخر، فإنني أدخل في دائرة النفاق، أقول كلاماً في حالة معينة، ثم أواصل إلقاء المواعظ للناس وأقول لهم يجب أن يفعلوا كذا وكذا.

وأضافت: “لكن عندما تدخل إلى حياتي الشخصية، تجد أن حياتي مختلفة تماماً عما أقول، وهذا من أشد أنواع الكذب، وهو أن أكذب على الناس وأتحلى بصفة غير موجودة في الحقيقة”.

الكذب في الإسلام

يعد الكذب من الأخلاق السيئة المذمومة في الإسلام، لعظيم ضرره على الفرد والمجتمع، إلا أنه في حالات خاصة أباح الإسلام بعض صور الكذب عندما يكون ضرره أكثر من نفعه.

صور الكذب في الإسلام

ورد منها الكذب المحرم فالأصل في الكذب أنه محرم، بل هو من الكبائر، وقد ورد التحذير منه في القرآن الكريم والسنة النبوية ومن النصوص التي تحذر من الكذب:

قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾.

وقوله تعالى: ﴿انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً﴾. ومن الأحاديث النبوية التي تحذر من الكذب: قوله صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).

وتختلف خطورة الكذب في بعض الحالات عن البعض الآخر، ومنه ما يعد كفراً ومنه ما يعد معصية وكبيرة :

  • الكذب على الله: ويعد أخطر أنواع الكذب لما يتضمنه من عبث في الدين وزيادة أو إنقاص لشرع الله تعالى، قال عز جل: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾، ومثال الكذب على الله تعالى من يدعي أن لله تعالى شريك، أو أن لله تعالى ولد، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
  • الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من يكذب عليه، وتوعده بالنار، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)، لذا ذهب جمهور المحدثين إلى من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم بحديث واحد يكون فاسقاً ولا تقبل روايةُ من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن تاب وحسنت توبته.
  • الكذب على الناس: وهو أقل درجة من الكذب على الله تعالى أو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فهو كبيرة من الكبائر، يقول صلى الله عليه وسلم عن هذا النوع من الكذب: (وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ)، وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من يتحدث بكل ما سمع، فقال صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).

الكذب المباح

أباح الإسلام في حالات خاصة بعض صور الكذب، خاصة تلك التي تدفع الأذى والفتنة عن المجتمع، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لا أعدُّه كاذبًا الرجلُ يصلحُ بين الناسِ يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ، والرجلُ يقولُ في الحربِ ، والرجلُ يحدثُ امرأتَه ، والمرأةُ تحدثُ زوجَها)، وهي :

- الكذب للإصلاح بين الناس: لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا). فالذي ينقل الخير بين المتخاصمين ويرقق القلوب حتى ولو بالكذب فهذا كذبه محمود ولا يعد آثماً.

- في الحرب: لأن الصدق مع العدو في الحرب قد يكون سبباً في انكشاف المسلمين وبيان ضعفهم، وكما أن الكذب على العدو يصح من باب الحرب النفسية التي تحمي بها أرواح المسلمين وبلادهم.

-في الحياة الزوجية: قد يكون بعض الكذب سبباً لدرء الفتنة عن الأسرة، وسبباً في استمرارها وتماسكها، فهذا النوع من الكذب الغرض منه المحافظة على الأسرة، لذا نفعُ هذا الكذب أكثر من ضرره.