الموسيقار كمال الطويل واحد من جيل عملاقة التلحين فى الوطن العربي خلال القرن العشرين وهو أحد أعلام الموسيقى العربية وأحد الملحنين المجددين، والمستمع لأعماله يجد فيها بجانب الروح الشرقية انطلاقا نحو التجديد وبعدا عن التقليدية في معظم ألحانه، وهو من الملحنين القلائل الذين استطاعوا تقديم أفكار جديدة من المقامات المعتادة، ومعظم ألحان كمال الطويل جاءت في حقبة الخمسينيات والستينيات، ورغم وجوده على الساحة حتى عام 2003 إلا أنه كان مقلا في نشاطه الفني بعد حقبة الستينيات.
ومكتبة القاهرة الكبرى برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، عادة ما تهتم بتاريخ كل المجددين والمتميزين فى جميع المجالات، فقد نظمت المكتبة بإشراف يحيى رياض يوسف، مدير عام المكتبة، احتفالية فنية ثقافية مساء الاثنين 9 سبتمبر 2024م تحت عنوان “الاحتفال بمئوية الموسيقار كمال الطويل”.
شارك فى الاحتفالية كل من الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي، رئيس تحرير مجلة الهلال الأسبق، والكاتبة عزة عز الدين، الأمين العام لملتقى السرد العربي، بمصاحبة فرقة “تحيا مصر” للموسيقى العربية بقيادة الموسيقار سعيد عندليب، حيث تغنى مطرب الأوبرا والملحن محمد وحيد وبعض من المطربين المحترفين والهواة بأغانٍ من ألحان كمال الطويل.
يُذكر أن ألحان كمال الطويل بمثابة ثورة جديدة فى عالم الغناء، تبلورت فى لحن «بلاش عتاب» لعبد الحليم حافظ جمع فيها بين شرقية الجملة الغنائية والشكل الغربى فى التوزيع الموسيقى ذى الطابع الأوركسترالى.
كان الطويل من أكثر وأوائل الملحنين الذين استخدموا الآلات الغربية كالجيتار والبيانو، بالتعاون مع كبار الموزعين فى عصره مثل على إسماعيل فى التوزيعات الأوركسترالية، ما جعل أعماله تأخذ شكلا آخر جديدا على الأذن العربية.
ورغم أن ألحان الطويل كانت ذات لمسة رومانسية ملحوظة والدليل صوت عبد الحليم حافظ أهم من غنى الشكل الرومانسي، لكن هناك ألحانا كانت ذات لمسة شديدة الشعبية أبرزها أغنية «يا رايحين الغورية» لمحمد قنديل، و«الناس المغرمين» لمحمد عبد المطلب.
انطلق كمال الطويل فى الموسيقى فى بدايته عبر لحن دينى لفايدة كامل دعاء «الهى ليس لى إلاك عونا»، وكان قد عثر على القصيدة فى ملفات والده وأجرى عليها أولى تجاربه اللحنية ليعلن ميلاد موهبته الفنية.