لعل ما يطرح استفهام هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام ؟، هو تلك الدعاوى التي تحرم الاحتفال بهذه الذكرى الشريفة بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- ، والتي تعد من أعظم المناسبات الدينية وهي فرصة للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي تفويتها حيث لا يمكن تعويض فضل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد يدعي البعض أنها بدعة مستحدثة في عصرنا هذا ، فيظهر سؤال : هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرام؟.
هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو من سنن الفرح التي يُستحب إحياؤها.
وأوضح “ كمال” في إجابته عن سؤال : هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرام ؟، أن الاحتفال بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعكس عمق المحبة والتقدير للنبي الكريم، وهو ما يعزز كمال الإيمان لدى المسلمين.
وأكد أن الاحتفال بالمولد النبوي يعتبر تذكيرًا بأيام الله وبفضل النبي صلى الله عليه وسلم، منوهًا بأن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة، بل هو تعبير عن الفرح والسرور بميلاد أفضل خلق الله، والذي يُحمد ويُثاب عليه المسلمون.
وأشار إلى أن هناك دلائل تاريخية وسننية تدعم هذا الرأي، منها ما ذكره الحافظ ابن كثير عن أبي لهب الذي خفف الله عنه عذابه لمجرد فرحه بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن الاحتفال بعودة النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة جوازه النبي صلى الله عليه وسلم للجارية التي نذرت ذلك، مما يدل على مشروعية الفرح والاحتفال بمناسبات الدين.
ودعا إلى إحياء هذه المناسبة العظيمة بما يتفق مع تعاليم الإسلام ويعبر عن محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، مشدداً على أهمية التحلي بالخلق النبوي في كافة الاحتفالات.
ورد عن هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرام ؟، أن قول بأن الاحتفال بالنبى غير موجود أو بدعة هو خطأ بل إنه كان موجود أنه احتفل بيوم مولده وأنه كان يتحرى صوم يوم الاثنين من كل أسبوع، وحينما سئل عن علة ذلك قال ذلك يوم ولدت فيه، والله مجد الأيام التى ولد فيها الأنبياء والرسل وهذا مثبت فى القرآن الكريم، وعن سؤال هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ هو سؤال غريب فلا يجوز أن نسأل هل تطلع الشمس، فالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم احتفل بميلاده كل يوم إثنين.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.
وأوضحت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة وحرام ؟، أن موعد المولد النبوي صلى الله عليه وسلم والموافق 12 شهر ربيع الأول لعام 1445هـ، والتي تبدأ مع مغرب يوم الثلاثاء 26 من سبتمبر الجاري ، وحتى مغرب يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2023، مؤكدة أن الاحتفال شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة، وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
أفاد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بأن لاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، و يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.
الدليل على الاحتفال بالمولد النبوي
واستدل المفتي بما جاء عَنِ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنَّةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادُوا تَحَابَّوا» رواه الإمام مالك في "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".
وتابع: لقد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي": «فيستحبُّ لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات».