تمر اليوم ذكرى وفاة عبقري الموسيقى ومجددها الشيخ سيد درويش الذي كان من أهم وأكبر مجددى الموسيقى والغناء في العصر الحديث وأثرى الفن والطرب ونهض به نهضة كبرى، استلهم منها كبار الموسيقيين الكثير من الإبداعات وتخرج من مدرسته عشرات الفنانين.
توفي والده وهو في السابعة من عمره ثم التحق بإحدى المدارس وبدأت تظهر موهبته الفنية في المدرسة؛ حيث بدأ ينشد مع اصدقائه الحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهرى ثم عمل بالغناء في المقاهي.
تزوج سيد درويش وهو في السادسة عشرة من عمره وعمل مع الفرق الموسيقية لكنه لم يوفق فاضطر أن يشتغل عامل بناء وكان يغني خلال العمل. وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله وهما من اشهر المشتغلين في الفن. أعجبا بصوته واتفقا معه علي أن يرافقهما في رحلة فنيه الي الشام حتي أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية ولحن أول أدواره يا فوادي ليه بتعشق.
وفي عام 1917 انتقل الفنان الي القاهرة حيث سطع نجمه ولحن لأكبر الفرق المسرحية.
كان سيد درويش من أوائل الفنانين الذين ربطوا الفن بالسياسة والحياة الاجتماعية وقاوم الظلم والاستعمار بالفن. غني قوم يا مصري ونشيد بلادي بلادي الذي اقتبس فيه بعضا من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل وكتب أغنية يا بلح زغلول تحية لسعد زغلول ووقتها تم القبض عليه كما لحن كل روايات الفرق المسرحية في شارع عماد الدين ومنها فرقة الريحاني و جورج أبيض وعلي الكسار.
سيد درويش
وفي أوج شهرته وتألقه رحل سيد درويش بشكل غامض في سبتمر 1923 وهو في ريعان شبابه وأثير الكثير عن واقعة وفاته، لكنه ترك كنز وتراث فني ضخم ينهل منه الكثيرون ويتعلمون منه.