عند شجرة الزيتون هناك كان الجميع يلهون وعطر الأرض يفوح بنسيم السلام.
"أورشليم" تلك المدينة الخضراء، مملكة الحب والرخاء، عاهدت العالم في صمت منذ فجر تاريخ الحضارات على أنها منبع ومرسى لكل سلام، جاء عليها وعلينا عدو مغتصب، دنيء بكل معاني الإنسانية، ودنس ذلك النسيم.
عاش يقـ تل ويـ ذبح تحت عنوان الأرض ملك لنا، من أعطى للصهاينة حق الملكية، فلا الأرض ملكهم ولا عطر الأرض يفوح بوجودهم.
مذابـ ح دامية من قـ تل، واغتصـ اب، وتشريد، وتعذيب، حاربوا حتى رسومات الأرض، فأرض فلسطين تنبع منها الخيرات، ولم تنبع فيها الدمـ اء، أي مغتصـ ب فعل ما فعلوا، يحاولون محو التاريخ بكذب وافتراء، حاولوا أن يجملوا صنيعتهم بعدما أطلقوا على العالم أن "إسرائيل" حق، وأي حق باستبدال الأسماء، أي حق في تهميش التاريخ.
ذهب الأطفال وكبروا بعيدًا عن شجر الزيتون، وبقوا خلف سرداب مظلم، يملؤه أزيز الألم، والفقدان، والوحدة، والهجر.
أيظن العالم الغربي أن فلسطين سفينة سكن فيها بعض المارة؟ ألم ير العالم أن "هؤلاء الصهاينة" قتـ لوا كل من عليها، وعذبوا من عاشوا في سلام؟ ألم ير العالم أنهم قراصنة رفعوا علمهم عليها دون حق؟
فلسطين نهر خالد، سيعود إليه عن قريب أصحابه، ليعود لعب الأطفال بجوار شجرهم، وتعود الأم لتفتح دارها، ويروي الطفل من زيتونها، ويعود الكاهن يتعبد ويشكر ليحمد ربه على نعمة فلسطين.
زهرة المدائن، وبيت المشتاقين، ومأمن المستضعفين، ستعود، فإنه وعد يتوارثه الأجيال، ويتعاهد عليه الأطفال، ويسمع الأصم صداها، ونورها يملأ عين كل ضرير، فالأرض لا تأنس إلا بمن يحبونها، فحتى وإن طال دنس الصهاينة، ستفوح الأرض بعطرها من جديد ترحابًا بمحبيها.
سيظل الأمل باقيا، وستظل الأرض لنا، وستظل فلسطين أرضا للسلام وأرضا للعرب.