قالت صحيفة ستار التركية، إن اهتمام تركيا بالانضمام إلى مجموعة البريكس يعكس تحولا استراتيجيا في سياستها الخارجية، حيث تنظر أنقرة إلى هذه المجموعة كمنصة لتنويع اتحاداتها الاقتصادية وتقليل اعتمادها على الغرب.
وبحسب الصحيفة التركية فإن عضوية تركيا في مجموعة البريكس من شأنها أن "تعقد الأمور في حلف شمال الأطلسي"، الذي تعد تركيا أحد أقدم حلفائه.
وقالت الصحيفة، إن اهتمام تركيا بالانضمام إلى مجموعة البريكس يعكس استياءها من الوضع الحالي للعلاقات في حلف شمال الأطلسي، حيث تشعر في كثير من الأحيان بالتهميش أو التصادم مع حلفاء آخرين بشأن قضايا رئيسية مثل المشتريات العسكرية أو الأمن الإقليمي أو الوحدة السياسية".
أكدت: "هذا بدوره قد يكون بمثابة تحذير لحلف شمال الأطلسي بأنه قد يحتاج إلى مراعاة مخاوف تركيا والتعاون معها بشكل أوثق لجمع التحالف في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة".
وتؤكد الصحيفة التركية، أن هناك عدة جوانب رئيسية وراء المنطق الاستراتيجي التركي فيما يتعلق بـ مجموعة البريكس.
أولاً، تنظر أنقرة إلى المجموعة باعتبارها نقطة انطلاق لتوسيع نطاقها الاقتصادي، وخاصة إلى الأسواق غير الغربية، كما تأمل تركيا أن تعمل عضوية مجموعة البريكس على تعزيز موقفها الجيوسياسي مع تمكينها من التعاون بشكل أكثر نشاطًا مع الصين وروسيا والهند وغيرها من القوى العالمية الرائدة في مجال أمن الطاقة وتطوير البنية التحتية ومشاريع الاستقرار الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جزءاً من استراتيجية السياسة الخارجية التركية يتلخص في أن تصبح جسراً بين الشرق والغرب وأن تستخدم موقعها الجيوسياسي الفريد للتأثير على السياسة العالمية.
أشارت الصحيفة إلى أن خيبة أمل تركيا في عملية التكامل الأوروبي التي استمرت لسنوات عديدة، ربما كانت السبب وراء قرارها بالانضمام إلى مجموعة البريكس.
وتابعت: "بعد سنوات من المفاوضات والتوقعات غير المحققة، أصبحت تركيا تشعر باستياء متزايد إزاء اندماجها في الاتحاد الأوروبي، وفي حين تقدم مجموعة البريكس، بدورها الاقتصادي المتنامي، بديلاً لطيفاً لتركيا".
وفي وقت سابق، ذكرت بلومبرج أن تركيا طلبت رسميا الانضمام إلى مجموعة البريكس قبل عدة أشهر.
ووفقا لوكالة الأنباء، يمكن مناقشة التوسع المحتمل في قمة المجموعة في قازان في 22-24 أكتوبر.
ومن المتوقع أن يحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي الأسبوع الماضي أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن تركيا تقدمت بطلب للانضمام وأن طلبها سيتم النظر فيه.