حكاّء الرواية العربية، وأحد أساطين العزف المنفرد حول عالم القرية والريف المصري، كونه قريبا جدا من الهامش أو ما يسميهم ملح الأرض، كان واحدا منهميعيش بينهم ويشتغل بنفس مهنهم الخشنة والقاسية، إنه الكاتب الكبير خيري شلبي الذي تمر اليوم ذكرى رحيله.
ساهم خيري شلبي، في عالم الأدب من خلال إنتاجه الفكري والأدبي الذي أثرى به المكتبة العربية، سواء في مجال القصة أو الرواية، ومن أبرز أعماله مسلسل الوتد عن قصة بنفس الاسم، وقامت ببطولتها الفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان في الدور الرئيسي «فاطمة تعلبة».
خيري شلبي مكتشف كتيب محاكمة طه حسين
لا تخلو كتاباته من طرح عطر القسوة والوجع التى عاشها، فكسر بكتاباته الحدود بين الأدب والواقع وذهب إلى أقصى مناطق الواقع قسوة وخشونة ليسردها عبر أعمال الروائية، ويعد خيري شلبيمكتشف كتيب محاكمة طه حسين عن كتاب «الشعر الجاهلي» إذ عثر عليه في إحدى مكتبات درب الجماميز المتخصصة في الكتب القديمة، وقام بتحقيق هذه المحاكمة التي انتهت من الزاوية القانونية بحفظ الدعوى، وإعادة رصد وقائع القضية وردود أفعالها اجتماعياً وأكاديمياً وسياسياً وأدبياً، ثم نتج عن ذلك واحد من أهم كتب خيري شلبي وهو: كتاب «محاكمة طه حسين»، الذي طبع أكثر من مرة، وكانت أولى الطبعات عام 1969.
مؤلفات خيري شلبي
قدم خيري شلبي ما يقرب من السبعين عملاً، في الرواية والقصة القصيرة والدراسة الأدبية والمسرحية وأبرزها: الأوباش، وكالة عطية، ملحمة موال البيات والنوم، صالح هيصة، السنيورة، محاكمة طه حسين، الشمس من فوق المشنقة، المأساة الخالدة، الوتد، عدل المسامير، رحلات الطرشـجي الحلوجي، زهرة الخشخاش، ثلاثية الأمالي، مغامرات الأمير في بر مصر، نعناع الجناين.
بدايات خيري شلبي
ولد خيري شلبي في 31 يناير 1938 في قرية شباس عمير، مركز قلين، محافظة كفر الشيخ، فى فترة السبعينيات من القرن الماضى، وكان خيرى شلبى باحثا مسرحيا، اكتشف من خلال البحث الدءوب أكثر من مائتى مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، بعضها تم تمثيله على المسرح بفرق شهيرة وقد نشرت أسماء الفرق والممثلين، وبعضها الآخر يدخل في أدب المسرح العصىّ على التنفيذ، وقد أدهشه أن هذه المسرحيات المكتشفة لم يرد لها ذكر في جميع الدراسات التاريخية والنقدية التى عنيت بالتأريخ للمسرح المصرى، ومعظمها غير مدرج في (ريبروتوار) الفرقة التى مثلتها، وبعضها الآخر انقرضت الجوقات التى مثلتها.
وقام الباحث بتحقيق هذه المسرحيات في حديث إذاعى بإذاعة البرنامج الثانى - البرنامج الثقافى حاليا - تحت عنوان (مسرحيات ساقطة القيد) ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائى بهاء طاهر.
ابتدع خيري شلبي في الصحافة المصرية لونا من الكتابة الأدبية كان موجودا من قبل في الصحافة العالمية ولكنه أحياه وقدم فيه إسهاما كبيرا اشتهر به بين القراء، وهو فن (البورتريه)، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفنى للنموذج المراد إبرازه، وقدم في فن البورتريه مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، على امتداد ثلاثة أجيال، من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات.