أينما وُجِدَ نتنياهو، وُجِدَ مَعَهُ القتلُ والدمارُ والأزماتُ والحروبُ.. هكذا يُخبِرُنا التاريخ.

قطاع غزة

فَعَلَى مدارِ أكثرَ مِن سبعةِ عقودٍ، لَم تَرَ إسرائيلُ رئيسَ حكومةٍ أضرَّ بها كبنيامين نتنياهو بسببِ طموحِهِ السياسيِّ الذي تَسَبَّبَ في دخولِ الشرقِ الأوسطِ في نفقٍ مُظلِمٍ، بَلِ امتدَّ إلى مناطقَ عدةٍ في المِنطقةِ، نتيجةَ الحربِ المُستَعِرَةِ التي يُمارِسُها بحقِّ الأبرياءِ مِن أبناءِ القطاع.

ويَسعَى نتنياهو لحربِ استنزافٍ لا نهايةَ لها في قطاعِ غزةَ مِن أجلِ الحفاظِ على بقائِهِ وائتلافِهِ في الحكمِ حتى لو كانَ ذلك على حسابِ المُحتجزينَ، حيثُ لا يَهتمُّ رئيسُ الحكومةِ بعودةِ المحتجزينَ أحياءً بقدرِ اهتمامِهِ بالحفاظِ على مَنصِبِهِ السياسيِّ في دولةِ الاحتلال.

نتنياهو

داخليًّا.. تعيشُ إسرائيلُ انقسامًا وتأزمًا داخليًّا، نتيجةَ إصرارِ رئيسِ وزرائِها على الاستمرارِ في العدوانِ وعدمِ التوصلِ لصفقةٍ، وهو ما تَسَبَّبَ في خروجِ مظاهراتٍ يوميةٍ لمئاتِ الآلافِ مِنَ الإسرائيليينَ تُطالبِ برحيلِه.

ويحاولُ نتنياهو التَّنَصُّلَ مِن مسؤوليتِهِ المباشرةِ عن أحداثِ السابعِ من أكتوبرَ والتي أثبتَتْ ضَعفَ جيشِ الاحتلالِ، حيثُ يلجأُ رئيسُ الوزراءِ الإسرائيليُّ إلى الأكاذيبِ خلالَ تَطَرُّقِهِ إلى الأسبابِ الحقيقيةِ التى أَدَّتْ لانهيارِ جيشِهِ وهي الأكاذيبُ التي نفاها جيشُهُ وأكدَ أنَّ الأنفاقَ الحدوديةَ مُغلَقَةٌ مِنَ الجانبِ المصريِّ نافيا مزاعمَ رجلِ الحربِ الإسرائيلي.

وعلى مدارِ أحدَ عشرَ شهرا مِنَ العدوانِ، لَمْ يُبدِ رئيسُ الوزراءِ الإسرائيليُّ مرونةً من أجلِ التوصلِ لوقفِ إطلاقِ النارِ في غزةَ والإفراجِ عن المحتجزينَ الإسرائيليينَ، فهليَكتبُ العدوانُ على القطاعِ الفصلَ الأخيرَ في مسيرةِ الرجلِ الذي يَعِيشُ على دماءِ الأبرياءِ والضحايا؟ .