يصادف اليوم ذكرى قيام الرئيس الأمريكي جيرالد فورد باصدار عفو بحق الرئيس السابق ريتشارد نيكسون بشأن فضيحة ووترجيت، وهي فضيحة سياسية وجاسوسية كبرى كشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست" في عام 1972، وهي تعتبر واحدة من أكبر فضائح القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية. ووترجيت تتعلق بعمليات التجسس والتلاعب السياسي التي قامت بها الإدارة الأمريكية آنذاك بقيادة الرئيس ريتشارد نيكسون.
تم اكتشاف أن أعضاء في الحزب الجمهوري قد قاموا بتجسس سياسي غير قانوني على الديمقراطيين وبتلاعب في العملية السياسية، وذلك من خلال اقتحام مكتب الحزب الديمقراطي في فندق ووترجيت في واشنطن العاصمة.
فضيحة ووترجيت
في صباح يوم 17 يونيو 1972، شهد مجمع ووترجيت في واشنطن العاصمة عملية سرقة استثنائية حيث اقتحمت مكتب اللجنة الوطنية الديموقراطية وتم القبض على اللصوص. لكن هذا الحدث لم يكن مجرد عملية سرقة عادية، بل كانت عملية غامضة استمرت تحقيقاتها لسنتين كاملتين، مما أسفر في النهاية عن استقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
وقعت فضيحة ووترجيت في ظل أجواء سياسية مشحونة ومعادية، حيث كانت الولايات المتحدة تواجه انتخابات رئاسية في عام 1972، وكان نيكسون رئيسًا في ذلك الوقت، مع تورط البلاد في حرب فيتنام وتقسيم الشعب بشكل كبير.
خلال هذه الظروف، قاد الرئيس حملة انتخابية ضخمة لضمان استمراره في السلطة، لكن لم تكن جميع جوانب هذه الحملة قانونية، حيث كشفت التحقيقات عن عمليات تجسس غير قانونية قادها أعضاء في لجنة نيكسون في مايو 1972، وتمت سرقة وثائق سرية وتركيب أجهزة تجسس على هواتف المكتب.
على الرغم من فشل المحاولة الأولى في التنصت على الهواتف بشكل صحيح، عادت مجموعة من خمسة رجال في 17 يونيو لوضع ميكروفون جديد، لكن تم اكتشافهم والقبض عليهم بفضل انتباه أحد الحراس.
في البداية، لم يتم تحديد علاقة الجواسيس بنيكسون، على الرغم من الشكوك المثارة بسبب الوثائق التي كانت بحوزتهم، إلا أن نيكسون نفى تورط موظفيه ونجح في الفوز بانتخابات هائلة.
لفهم حقيقة فضيحة ووترجيت، يجب فهم شخصية الرئيس نيكسون، الذي كان يعتبر خصمه الإعلام والصحافة والديمقراطيين والحركات المناهضة للحرب.
بالرغم من أن فترة رئاسته الأولى كانت غير مستقرةٍ بسبب تورط أمريكا بحرب فيتنام منذ أواخر الخمسينات مما خفض شعبيته كرئيسٍ جديدٍ، ولكن لم يكن ذلك إلا جزءًا من صعوباتٍ عاناها نيكسون كرئيسٍ للولايات المتحدة الأمريكية، ويقال أن نيكسون شن الكثير من الحروب الداخلية ضد الإعلام والصحافة والديمقراطيين والحركات المناهضة للحرب والنظام القضائي الأمريكي وحتى التاريخ بحد ذاته.
وبحسب الصحفيين الذين كشفوا الفضيحة، كان نيكسون يحاول التخلص من كل من يعارضه، مثل دانيال إلسبرغ الذي سرب وثائق البنتاغون، وشكلت مجموعة في البيت الأبيض لوقف التسريبات السرية لصالح وسائل الإعلام.
الفضيحة أدت في النهاية إلى استقالة ريتشارد نيكسون عن رئاسة الولايات المتحدة في عام 1974، وأثارت تساؤلات كبيرة حول الفساد والتجسس السياسي في الحكومة الأمريكية.