كشف مسؤولون أمريكيون، اليوم الأحد، أن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في صفقة غزة حيث يتناقش كبار مساعدي الرئيس، جو بايدن، حول ما إذا كانت هناك نقطة يمكن من خلالها تقديم اقتراح جديد حيث تتخذ كل من حماس وإسرائيل مواقف أكثر صرامة في المفاوضات.
ووفقا لموقع"اكسيوس" الأمريكي، فإن بايدن، الذي يشارك شخصيا في رسم الاستراتيجية الأمريكية، يرغب في استمرار الدفع من أجل التوصل إلى صفقة، لكن مستشاريه يعتقدون أن اقتراحا جديدا لن يجدي في الوقت الحالي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ومدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، في الأيام الأخيرة إن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم اقتراحا جديدا ومحدثا في الأيام المقبلة، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين يقولون إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
فترة صعبة وتشاؤم كبير
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين ل "اكسيوس": "إنها فترة صعبة.. الناس في البيت الأبيض حزينون ومنزعجون ومحبطون.. ما زلنا نعمل لكننا لسنا على وشك تقديم أي شيء"؛ مضيفا: "نحن في موقف صعب".
كما أخبر المسؤولون الأمريكيون أكسيوس أنه خلال الأسبوع الماضي، كان كبار مستشاري بايدن يقيمون مكان المفاوضات وأصبحوا متشككين جدا في فرص التوصل إلى اتفاق على المدى القريب.
وقال المسؤولون إن مقتل ستة رهائن إسرائيليين في غزة، من بينهم المواطن الأمريكي هيرش جولبرج-بولين، والمطالبة الجديدة لحركة حماس بالإفراج عن 100 سجين فلسطيني آخرين الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل الإسرائيليين، تسبب في تشاؤم كبير في البيت الأبيض.
وفي الوقت نفسه، عندما سئل بايدن الأسبوع الماضي عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يفعل ما يكفي للحصول على صفقة، قال "لا".
البيت الأبيض يواجه معضلة كبيرة
وقال مسؤولون إن البيت الأبيض يواجه معضلة كبيرة لأنهم يشعرون أن زعيم حماس يحيى السنوار لا يريد صفقة في الوقت الحالي.
وأكد المسؤولون أنه حتى لو فعل ذلك، فإن بايدن لا يريد أن ينظر إليه على أنه يكافئ حماس بمزيد من التنازلات بعد مقتل الرهائن وتقدم بمطالب أكثر تطرفا.
ولا تزال إدارة بايدن تعمل مع مصر وقطر على اقتراح أكثر تفصيلا لصفقة ولكنها لم تتوصل إلى صيغة يمكنها سد الفجوات الحالية.
الحل بيد نتنياهو والسنوار
وقال وليام بيرنز، مدير الاستخبارات الأمريكية، يوم السبت في مؤتمر فاينانشال تايمز في لندن إنه بقدر ما يعمل الوسطاء على الصيغ الإبداعية، الا أنه ينبغي على السنوار ونتنياهو اتخاذ خيارات صعبة.
وأوضح: "في نهاية المطاف، إنها مسألة إرادة سياسية وما إذا كانت قيادة كلا الجانبين على استعداد للاعتراف بأن هذا يكفي وأن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات صعبة واتخاذ تنازلات".
وأعرب عن أمله في أن يدرك نتنياهو والسنوار أن هناك الكثير على المحك وأن يوافقا على المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق.
وأضاف"سنواصل العمل بجد قدر الإمكان مع الوسطاء الآخرين لأنه لا يوجد بديل للتوصل إلى صفقة رهائن ووقف إطلاق النار. ما هو على المحك هنا هو الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في الأنفاق في غزة وأرواح المدنيين الأبرياء في غزة".